{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا ( 17 ) } .
ثم ذكر سبحانه أن هذه عادته الجارية مع القرون الخالية فقال : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ } أي كثيرا ما أهلكنا منهم فكم مفعول أهلكنا أي أن من قوم كفروا { مِن بَعْدِ نُوحٍ } كعاد وثمود وغيرهم من الأمم الخالية فحل بهم البوار ونزل بهم سوط العذاب وفيه تخويف لكفار مكة ، وإنما قال ذلك لأنه أول من كذبه قومه ومن ثم لم يقل من بعد آدم ، ومن الثانية لابتداء الغاية والأولى للبيان فلذلك اتحد متعلقهما .
وقال الحوفي الثانية بدل من الأولى وليس كذلك لاختلاف معنييهما ، ثم خاطب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بما هو ردع للناس كافة فقال : { وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا } .
قال الفراء : إنما يجوز إدخال الباء في المرفوع إذا كان يمدح به صاحبه أو يذم كقولك كفاك به وأكرم به رجلا وطاب بطعامك طعاما ولا يقال قام بأخيك وأنت تريد قام أخوك ؛ والمراد بكونه سبحانه خبيرا أنه محيط بحقائق الأشياء ظاهرا وباطنا عالم بجميع المعلومات راء لجميع المرئيات لا تخفى عليه خافية من أحوال الخلق .
وفي الآية بشارة عظيمة لأهل الطاعة وتخويف شديد لأهل المعصية لأن العلم التام والخبرة الكاملة والبصيرة النافذة يقتضي إيصال الجزاء إلى مستحقه بحسب استحقاقه ، ولا ينافيه مزيد التفضل على من هو أهل لذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.