من آثار العناية بآدم عليه السلام أنَّه لمَّا قال للملائكة : " أنبئوني " دَاخَلَهُم من هيبة الخطاب ما أخذهم عنهم ، لا سيما حين طالَبَهم بإنبائهم إياه ما لم تُحِطْ به علومهم . ولما كان حديث آدم عليه السلام ردَّه في الإنباء إليهم فقال : { أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } ومخاطبة آدم عليه السلام الملائكة لم يوجب له الاستغراق في الهيبة . فلما أخبرهم آدم عليه السلام بأسماء ما تقاصرت عنها علومهم ظهرت فضيلته عليهم فقال : { أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ } يعني ما تقاصرت عنه علوم الخَلْق ، وأعلم ما تبدون من الطاعات ، وتكتمون من اعتقاد الخيرية على آدم عليه السلام والصلاة .
فصل : ولمَّا أراد الحق سبحانه أن يُنَجِيَ آدمَ عصمه ، وعلَّمه ، وأظهر عليه آثار الرعاية حتى أخبر بما أخبر به ، وحين أراد إمضاء حكمه فيه أدخل عليه النسيان حتى نَسِيَ في الحضرة عهده ، وجاوز حدَّه ، فقال الله تعالى :{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا }[ طه : 115 ] فالوقت الذي ساعدته العناية تقدم على الجملة بالعلم والإِحسان ، والوقت الذي أمضى عليه الحكم ردَّه إلى حال النسيان والعصيان ، كذا أحكام الحق سبحانه فيما تجري وتمضي ، ذلَّ بحكمه العبيد ، وهو فعَّال لما يريد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.