فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} (33)

ثم أمر الله سبحانه آدم أن يعلمهم بأسمائهم بعد أن عرضهم على الملائكة فعجزوا واعترفوا بالقصور . ولهذا قال سبحانه { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ } الآية . قال فيما تقدم { أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 30 ] ثم قال هنا { أَعْلَمُ غَيْبَ السموات والأرض } تدرّجاً من المجمل إلى ما هو مبين بعض بيان ، ومبسوط بعض بسط . وفي اختصاصه بعلم غيب السموات ، والأرض ردّ لما يتكلفه كثير من العباد من الاطلاع على شيء من علم الغيب كالمنجمين ، والكهان وأهل الرمل والسحر والشعوذة .

والمراد بما يبدون وما يكتمون : ما يظهرون ويسرّون كما يفيده معنى ذلك عند العرب ، ومن فسره بشيء خاص فلا يقبل منه ذلك إلا بدليل .

/خ33