فلما ظهر عجزهم ، قال الله تعالى : { يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ } فسمّى كل شيء باسمه ، وألحق كل شيء بجنسه . { فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ } أخبرهم . { بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ } يا ملائكتي . { إِنِي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ما كان فيها وما يكون . { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } من الخضوع والطاعة لآدم . { وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } تخفون في أنفسكم من العداوة له . وقيل : ما تبدون من الإقرار بالعجز والاعتذار ، وما كنتم تكتمون من الكراهية في استخلاف آدم .
قال ابن عباس : هو أنّ إبليس مرّ على جسد آدم وهو ملقىً بين مكة والطائف لا روح فيه ، فقال : لأمر ما خلق هذا ، ثمَّ دخل من فيه وخرج من دبره ، وقال : إنّه لا يتماسك إلاّ بالجوف ، ثمَّ قال للملائكة الذين معه : أرأيتم أن فضّل هذا عليكم ، وأمرتم بطاعته ماذا تصنعون ؟ قالوا : نطيع أمر ربّنا . فقال ابليس في نفسه : والله لئن سُلطت عليه لأهلكته ، ولئن سُلّط عليّ لأعصينّه . فقال الله تعالى : { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } يعني الملائكة من الطاعة { وما تكتمون } يعني إبليس من المعصية .
قال الحسن وقتادة : { مَا تُبْدُونَ } يعني قولهم : أتجعل فيها من يفسد فيها { وما تكتمون } يعني قولهم لن يخلق خلقاً أفضل ولا أعلم ولا أكرم عليه منّا .
فقال أصحابنا : الاسم : كل لفظة دلت على معنى ما وشيء ما ، وهو مشتق من السِّمة ، وهي العلامة التي يُعرف بها الشيء ، وأقسامه ثمانية منها : اسم علم مثل زيد ، وعمرو ، وفاطمة ، وعائشة ، ودار ، وفرس .
ومنها : اسم لازم كقولك : رجل ، وامرأة ، وشمس ، وقمر ، وحجر ، ومدر ونحوها ؛ سُمّي لازماً لأنّه لا ينقلب ولا يُفارق ، فلا يُقال للشمس قمر ولا للقمر حجر .
ومنها : اسم مفارق مثل : صغير ، وكبير ، وطفل ، وكهل ، وقليل ، وكثير ، وقيل له مفارق لأنّه كان ولم يكن له هذا الاسم ويزول عنه المعنى المسمّى به .
ومنها : اسم مشتق : ككاتب ، وخياط ، وصائغ ، وصبّاغ ؛ فالاسم مشتق من فعله .
ومنها : اسم مضاف مثل : غلام جعفر ، وركوب عمرو ، ودار زيد .
ومنها : اسم مشبهة كقولك : فلان أسد وحمار وشعلة نار .
ومنها : اسم منسوب يثبتُ بنفسه ويُثبت غيره ، كقولك : أب ، وأمّ ، وأخ ، وأخت ، وابن ، وبنت ، وزوج ، وزوجة ، فإذا قلت أب فقد أثبته وأثبت له الولد ، وإذا قلت : أخ أثبته وأثبت له الأخت .
ومنها : اسم الجنس : وهو إسم واحد ويدل على أشياء كثيرة ، كقولك : حيوان ، وناس ونحوهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.