الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} (33)

فلما ظهر عجزهم ، قال الله تعالى : { يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ } فسمّى كل شيء باسمه ، وألحق كل شيء بجنسه . { فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ } أخبرهم . { بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ } يا ملائكتي . { إِنِي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ما كان فيها وما يكون . { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } من الخضوع والطاعة لآدم . { وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } تخفون في أنفسكم من العداوة له . وقيل : ما تبدون من الإقرار بالعجز والاعتذار ، وما كنتم تكتمون من الكراهية في استخلاف آدم .

قال ابن عباس : هو أنّ إبليس مرّ على جسد آدم وهو ملقىً بين مكة والطائف لا روح فيه ، فقال : لأمر ما خلق هذا ، ثمَّ دخل من فيه وخرج من دبره ، وقال : إنّه لا يتماسك إلاّ بالجوف ، ثمَّ قال للملائكة الذين معه : أرأيتم أن فضّل هذا عليكم ، وأمرتم بطاعته ماذا تصنعون ؟ قالوا : نطيع أمر ربّنا . فقال ابليس في نفسه : والله لئن سُلطت عليه لأهلكته ، ولئن سُلّط عليّ لأعصينّه . فقال الله تعالى : { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } يعني الملائكة من الطاعة { وما تكتمون } يعني إبليس من المعصية .

قال الحسن وقتادة : { مَا تُبْدُونَ } يعني قولهم : أتجعل فيها من يفسد فيها { وما تكتمون } يعني قولهم لن يخلق خلقاً أفضل ولا أعلم ولا أكرم عليه منّا .

القول في حدّ الاسم وأقسامه

فقال أصحابنا : الاسم : كل لفظة دلت على معنى ما وشيء ما ، وهو مشتق من السِّمة ، وهي العلامة التي يُعرف بها الشيء ، وأقسامه ثمانية منها : اسم علم مثل زيد ، وعمرو ، وفاطمة ، وعائشة ، ودار ، وفرس .

ومنها : اسم لازم كقولك : رجل ، وامرأة ، وشمس ، وقمر ، وحجر ، ومدر ونحوها ؛ سُمّي لازماً لأنّه لا ينقلب ولا يُفارق ، فلا يُقال للشمس قمر ولا للقمر حجر .

ومنها : اسم مفارق مثل : صغير ، وكبير ، وطفل ، وكهل ، وقليل ، وكثير ، وقيل له مفارق لأنّه كان ولم يكن له هذا الاسم ويزول عنه المعنى المسمّى به .

ومنها : اسم مشتق : ككاتب ، وخياط ، وصائغ ، وصبّاغ ؛ فالاسم مشتق من فعله .

ومنها : اسم مضاف مثل : غلام جعفر ، وركوب عمرو ، ودار زيد .

ومنها : اسم مشبهة كقولك : فلان أسد وحمار وشعلة نار .

ومنها : اسم منسوب يثبتُ بنفسه ويُثبت غيره ، كقولك : أب ، وأمّ ، وأخ ، وأخت ، وابن ، وبنت ، وزوج ، وزوجة ، فإذا قلت أب فقد أثبته وأثبت له الولد ، وإذا قلت : أخ أثبته وأثبت له الأخت .

ومنها : اسم الجنس : وهو إسم واحد ويدل على أشياء كثيرة ، كقولك : حيوان ، وناس ونحوهما .