لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (161)

أرشده إلى الطريق الصحيح . ولا يكون الإرشاد إليه إلا بانسداد الطرق أجمع إلى سواه . ومَنْ وَجَدَ سبيلاً إلى مخلوق عرج في أوطان الحسبان لأن الأغيار ليس لها من الإبداع شظية ، ومن سلك إلى مخلوق سبيلاً وأبرم فيهم تأميلاً أو قدَّم عليهم تعويلاً ، فقد استشعر تسويلاً ، وجُرِّعَ تضليلاً .

و " الصراط المستقيم " ألاَّ ترى من دونه مثبتاً لذرةٍ ولا سنة .

و " الدين القيم " ما لا تمثيلَ فيه ولا تعطيل ، ولا نفي للفَرْقِ الذي يشير إلى العبودية ، ولا رد للجمع الذي هو شهود الربوبية .

والحنيف المائل إلى الحق ، الزائغ عن الباطل ، الحائل عن ضد الحقيقة .