{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبّي } أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يبين لهم ما هو عليه من الدين الحق الذي يدعون أنهم عليه وقد فارقوه بالكلية ؛ وتصدير الجملة بحرف التحقيق لإظهار كمال الاعتناء بمضمونها والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم لمزيد تشريفه ، أي قل لأولئك المفرقين : أرشدني ربي بالوحي وبما نصب في الآفاق والأنفسِ من الآيات التكوينية { إلى صراط مُسْتَقِيمٍ } موصلٍ إلى الحق وقوله تعالى : { دِينًا } بدلٌ من إلى صراط فإن محله النصبُ كما في قوله تعالى : { وَيَهْدِيَكَ صراطا مُسْتَقِيماً } [ الفتح ، الآية 2 ] أو مفعولٌ لفعل مضمرٍ يدل عليه المذكورُ { قِيَماً } مصدرٌ نُعت به مبالغةً والقياسُ قِوَماً كعِوَض فاعل لإعلال فعلِه كالقيام وقرئ قيّماً وهو فيْعلٌ من قام كسيّد من ساد وهو أبلغُ من المستقيم باعتبار الزنة وإن كان هو أبلغَ منه باعتبار الصيغة { مِلَّة إبراهيم } عطفُ بيانٍ لديناً { حَنِيفاً } حالٌ من إبراهيمَ أي مائلاً عن الأديان الباطلةِ ، وقوله تعالى : { وَمَا كَانَ مِنَ المشركين } اعتراضٌ مقرِّرٌ لنزاهته عليه السلام عما عليه المفرِّقون لدينه من عقْد وعَمَل أي ما كان منهم في أمر من أمور دينِهم أصلاً وفرعاً ، صرّح بذلك رداً على الذين يدّعون أنهم على ملته عليه السلام من أهل مكةَ واليهودِ المشركين بقولهم : عزيرٌ ابنُ الله والنصارى المشركين بقولهم : المسيحُ ابنُ الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.