بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (161)

قوله تعالى :

{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبّي } وذلك أن أهل مكة قالوا له : من أين لك هذه الفضيلة وأنت بشر مثلنا ؟ فإن فعلت لطلب المال فاترك هذا القول حتى نعطيك من المال ما شئت . فنزلت { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبّي } { إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ } يعني : وفقني الله وهداني إلى دين الإسلام وهو دين لا عوج فيه { دِينًا قِيَمًا } . قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو { دِينًا قِيَمًا } بنصب القاف وكسر الياء مشدودة . وقرأ الباقون { قَيِّماً } بكسر القاف ونصب الياء على معنى المصدر . ومن قرأ بالنصب على معنى النعت { دِينًا قِيَمًا } يعني : ديناً عدلاً مستقيماً { مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفاً } يعني : مستقيماً مخلصاً { وَمَا كَانَ مِنَ المشركين } على دينهم .