فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (161)

{ قل } لما بين سبحانه أن الكفار تفرقوا فرقا وتحزبوا أحزابا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم { إنني هداني ربي } أي أرشدني بما أوحاه إلي { إلى صراط مستقيم } هو ملة إبراهيم عليه السلام .

{ دينا قيما } بكسر القاف والتخفيف وفتح الياء وبفتح القاف وكسر الياء المشددة وهما لغتان ، ومعناه الدين المستقيم الذي لا عوج فيه .

{ ملة إبراهيم حنيفا } مائلا إلى الحق ، وفي القاموس الحنيف كأمير الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه وكل من حج أو كان دين إبراهيم ، وتحنف عمل عمل الحنيفية أو اختتن أو اعتزل عبادة الأصنام ، وإليه مال انتهى وقد تقدم تحقيقه .

{ وما كان من المشركين } جملة معترضة مقررة لما قبلها ، وفيه رد على كفار قريش لأنهم يزعمون أنهم على دين إبراهيم فأخبر سبحانه أنه لم يكن ممن يعبد الأصنام .