السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (161)

{ قل } يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك { إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم } بالوحي والإرشاد إلى ما نصب من الحجج ، وقرأ نافع وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بالسكون ، وقوله تعالى : { ديناً } بدل من محل إلى صراط مستقيم ، والمعنى : وهداني صراطاً كقوله تعالى : { ويهديكم صراطاً مستقيماً } ( الفتح ، 20 ) .

{ قيماً } أي : مستقيماً ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح القاف وكسر الياء مشدّدة والباقون بكسر القاف وفتح الباء مخففة على أنه مصدر نعت به وكان قياسه قوماً فاعل لإعلال فعله كالقيام ، وقوله تعالى : { ملة إبراهيم } عطف بيان ل( ديناً ) إذ الملة بالكسر لدين وإن فرق بينهما بأن الملة لا تضاف إلا إلى النبيّ الذي تستند إليه ، والدين لا تختص إضافته بذلك ، وقوله تعالى : { حنيفاً } حال من إبراهيم أي : مائلاً من الضلالة إلى الاستقامة والعرب تسمي كل مرجح أو اختتن حنيفاً تنبيهاً على أنه دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقوله تعالى : { وما كان } إبراهيم صلى الله عليه وسلم { من المشركين } ردّ على كفار قريش لأنهم يزعمون أنهم على دين إبراهيم فأخبر الله تعالى أنّ إبراهيم لم يكن من المشركين .