الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (161)

قوله : { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم } الآية [ 162 و163 ] .

قوله : { دينا }{[22759]} نصب عند الأخفش ( ب( هداني ){[22760]} . وقيل : المعنى : أنه نصب ب( عَرَّفَني{[22761]} دينا ){[22762]} . كما تقول : ( ( هو يَدَعُهُ ){[22763]} ترْكا ){[22764]} .

وقيل : هو بدل{[22765]} من ( صراط ) على الموضع{[22766]} . وقيل : هو منصوب على المصدر{[22767]} ، والعنى : فَدِنْتُ دينا . وقيل : المعنى : هداني فاهتديت دينا ، ودل ( هداني ) على ( اهتديت ){[22768]} .

و{ ملة إبراهيم } مثله{[22769]} في التقدير . وقيل : هو بدل من ( دين ){[22770]} . وشاهد من قرأ ( قيّما ) – بالتشديد{[22771]} – قوله : { ذلك الدين القيم }{[22772]} و{ دين القيمة{[22773]} } ، و{ كتب قيمة }{[22774]} ، فأجمعوا على تشديد ذلك{[22775]} .

ومن قرأ ( قِيَماً ){[22776]} بالتخفيف ، جعله مصدرا ، مثل : الصِّغَر والكِبَر{[22777]} . و{ حنيفا } حال من { إبراهيم }{[22778]} : هو نصب بإضمار ( أعني ){[22779]} .

ومعنى الآية : { قل } يا محمد لهؤلاء العادلين : { إنني هداني ربي } أي : أرشدين ودلني على الصراط المستقيم ، أي : الطريق القويم ، وذلك الحنيفية{[22780]} .


[22759]:هي في الآية 163 من هذه السورة.
[22760]:ب: فهذى.
[22761]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: يعرفني.
[22762]:عزاه الطبري في تفسيره إلى (أ) بعض نحويي البصرة) 12/283، وهو قول الزجاج في معانيه 2/311.
[22763]:ب: هد يدعى.
[22764]:مطموسة في أ.
[22765]:د: يدل.
[22766]:جوزه الزجاج في معانيه 2/311، وهذا الوجه مع الوجهين السابقين في إعراب النحاس 1/595، 596، وفي إعراب مكي 279، وانظر: إعراب ابن الأنباري 1/351، وإعراب العكبري 553.
[22767]:هو قول الفراء في معانيه 1/367.
[22768]:انظر: تفسير الطبري 12/282.
[22769]:د: ملته. ويعني الفراء في معانيه أنه منصوب على المصدر 1/367.
[22770]:هو قول الزجاج في معانيه 2/311، ونقله النحاس في إعرابه 1/569، ومكي في إعرابه 279، والعكبري في إعرابه 553.
[22771]:هي قراءة (عامة قرأة المدينة وبعض البصريين) في تفسير الطبري 12/282، وابن كثير ونافع وأبي عمرو في السبعة 274، وأبي جعفر ويعقوب أيضا في المبسوط 205.
[22772]:التوبة آية 36، ويوسف آية 40، والروم آية 29.
[22773]:البينة آية 5.
[22774]:البينة آية 3.
[22775]:انظر: تفسير الطبري 12/282، وحجة ابن خالويه 152، وحجة ابن زنجلة 279.
[22776]:ساقطة من د. وهي قراءة (عامة قرأة الكوفيين...وقالوا: القَيِّم والقَيَمُ بمعنى واحد) 12/282. وقراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي في السبعة 274، وخلف أيضا في المبسوط 205.
[22777]:هو قول الزجاج في معانيه 2/301، وانظر: حجة ابن خالويه 152، وحجة ابن زنجلة 278، 279. والكشف 1/459.
[22778]:هو قول الزجاج في معانيه 2/311، ونقله النحاس في إعرابه 1/596، ومكي في إعرابه 279، والعكبري في إعرابه 553.
[22779]:هو قول علي بن سليمان في إعراب النحاس 1/596، ولم يذكر مكي في إعرابه قائله 279، وكذا العكبري في إعرابه 553.
[22780]:مطموسة في أ. ب: الحنيفة. وانظر: تفسير الطبري 12/281، 282.