لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

جَرَّدَ العفوَ والعذابَ من عِلَّة الجُرْمِ ، وسببَ الفِعْل مِنْ حُجّةِ العبد ؛ حيث أَحالَ الأمر على المشيئة . . إذ لو كان الموجِبُ لعفوِه أو تعذيبِه صفةَ العبد لَسَوَّى بينهم عند تساويهم في الوصف ، فَلَمَّا اشتركوا في الكفر بعد الإيمان ، وعفا عن بعضهم وعذَّب بعضَهم دَلَّ على أنه يفعل ما يشاء ، ويختصُّ من يشاء بما يشاء .