ثم قال تعالى : { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }[ 66 ] ، أي : كفرتم بقولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا متصل بقوله : { قل آبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } .
{ لا تعتذروا } ، وهو الوقف عند نافع{[29191]} .
{ نخوض ونلعب }[ 65 ] ، وقف{[29192]} .
ويروى أن هذه الآية نزلت في رهط من المنافقين ، كانوا يرجفون{[29193]} في غزوة النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى تبوك ويخوّفون المسلمين{[29194]} من الروم ، فسألهم النبي عليه السلام عن قولهم ، فقالوا : { إنما كنا نخوض ونلعب }{[29195]} .
وقال قتادة : نزلت في أناس من المنافقين ، قالوا في غزوة تبوك : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشأم{[29196]} وحصونها ؟ هيهات هيهات ، فأطلع الله عز وجل ، نبيه عليه السلام ، على ذلك ، فأتاهم النبي فقال : قلتم كذا وكذا . فقالوا : يا نبي الله : { إنما كنا نخوض ونلعب }{[29197]} .
وقال ابن جبير{[29198]} : قال ناس من المنافقين في غزوة تبوك : لئن كان ما يقول حقا لنحن شر{[29199]} من الحمير ، فأعلم الله عز وجل ، نبيه عليه السلام ، بذلك ، فقال لهم : ما كنتم تقولون ، فقالوا : { إنما كنا نخوض ونلعب }{[29200]} .
ثم قال تعالى : { إن يعف عن طائفة منكم تعذب طائفة }[ 66 ] ، " الطائفة " التي عفا عنها هاهنا ، رجل منهم كان قد أنكر ما سمع ، يُسمى : مخشي{[29201]} بن حمير الأشجعي .
وقيل : إنه أقر على نفسه وصاحبيه بما قالوا نادما تائبا ، فهو " الطائفة " المعفو عنها .
فالمعنى : { إن يعف عن طائفة منكم } ، بإنكار ما أنكر عليكم من قول الكفر { تعذب طائفة } بقولهم ورضاهم بالكفر ، واستهزائهم بالله ، سبحانه ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وآياته{[29202]} .
وقيل المعنى : إن تتب طائفة منكم ، يعف الله عز وجل ، عنها ، تعذب طائفة بترك التوبة{[29203]} .
قال أبو إسحاق{[29204]} : كانت الطائفتان ثلاثة نفر ، استهزأ اثنان ، وضحك واحد{[29205]} . { بأنهم كانوا مجرمين }[ 66 ] .
أي : باكتسابهم الجرم ، وهو الكفر بالله ، سبحانه ، والطعن{[29206]} على رسوله{[29207]} عليه السلام{[29208]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.