فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

ثم قال : { لاَ تَعْتَذِرُواْ } نهياً لهم عن الاشتغال بالاعتذارات [ الباطنة ] ، فإن ذلك غير مقبول منهم . وقد نقل الواحدي عن أئمة اللغة : أن معنى الاعتذار : محو أثر الذنب وقطعه ، من قولهم : اعتذر المنزل : إذا درس ، واعتذرت المياه : إذا انقطعت { قَدْ كَفَرْتُمْ } أي أظهرتم الكفر بما وقع منكم من الاستهزاء المذكور { بَعْدَ إيمانكم } أي بعد إظهاركم الإيمان ، مع كونكم تبطنون الكفر { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وهم من أخلص الإيمان ، وترك النفاق ، وتاب عنه . قال الزجاج : الطائفة في اللغة : الجماعة . قال ابن الأنباري : ويطلق لفظ الجمع على الواحد عند العرب { نُعَذّبْ طَائِفَةً ب } سبب { أَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } مصرّين على النفاق ، لم يتوبوا منه . قرئ { نعذب } بالنون وبالتاء الفوقية على البناء للمفعول وبالتحتية على البناء للفاعل ، وهو الله سبحانه .

/خ66