بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

قوله تعالى : { تَسْتَهْزِءونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } ، يعني : كفرتم في السر بعد إيمانكم في العلانية ؛ ويقال : قد أقمتم على كفركم الأول في السر بعد إيمانكم ، مع إقراركم في العلانية بالإيمان . { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } ، وكان فيهم مخلص واحد ، ولم يقل معهم شيئاً ولكن ضحك معهم فقال : { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْك } وهو المؤمن المخلص ، { نُعَذّبْ طَائِفَةً } ؛ يعني المنافقين ، وقال القتبي : قد يذكر الجماعة ويراد به الواحد كقوله { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وهم المخلصون { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات } وهم الطَيِّبَاتِ ، وأراد به النبي عليه السلام ويقال : إن { نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وهم المخلصون { نُعَذّبْ طَائِفَةً } وهم المنافقون { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } يعني : مذنبين كافرين في السر . قرأ عاصم { إِن نَّعْفُ } بالنون { نُعَذّبْ } بالنون وكسر الذال { طَائِفَةٌ } بالنصب ، وقرأ الباقون { أَن يَعْفُوَ } بالياء والضم { تُعَذّبَ } التاء ونصب الذال { طَائِفَةٌ } بالضم على معنى فعل ما لم يسم فاعله .