الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأبو الشيخ عن الكلبي « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك وبين يديه ثلاثة رهط استهزأوا بالله وبرسوله وبالقرآن ، قال : كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث يسير مجانباً لهم يقال له يزيد بن وديعة ، فنزلت { إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة } فسمي طائفة وهو واحد » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة } قال : الطائفة الرجل والنفر .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : الطائفة الواحد إلى الألف .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : الطائفة رجل فصاعداً .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك { إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة } يعني أنه إن عفى بعضهم فليس بتارك الآخرين أن يعذبهم { بأنهم كانوا مجرمين } .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : كان فيمن تخلف بالمدينة من المنافقين وداعة بن ثابت أحد بني عمرو بن عوف ، فقيل له : ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : الخوض واللعب . فأنزل الله فيه وفي أصحابه { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } إلى قوله { مجرمين } .