الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

ثم حكم سبحانه عَلَيْهم بالكُفْر ، فقال لهم : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم } [ التوبة : 66 ] .

وقوله سبحانه : { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ } .

يريد ؛ فيما ذكره المفسِّرون ، رجلاً واحداً ، قيل : اسمه مَخْشِيُّ بْنُ حِمْيَر ، قاله ابنُ إِسحاق ، وذكر جميعهم أنَّه استشهد باليَمَامَةِ ، وقد كان تَابَ ، وتسمَّى عبد الرحمن ، فدعا اللَّه أنْ يَسْتَشْهِدَ ، ويُجْهَلَ أمره ، فكان كذلك ، ولم يوجَدْ جَسَده ، وكان مَخْشِيٌّ مع المنافقين الذين قالوا : إِنما كنا نخوضُ وَنَلْعَبُ ، فقيل : كان منافقاً ، ثم تاب توبةً صحيحةً ، وقيل : كان مسلماً مُخْلِصاً إِلا أنه سمع المنافقينَ ، فَضَحِكَ لهم ، ولم يُنْكِرْ عليهم ، فعفا اللَّه عنْه في كلا الوجْهَيْن ، ثم أوجب العذاب لباقي المنافقين الَّذين قالوا ما تقدَّم .