تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

وقوله تعالى : ( لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) أي لا تعتذروا فإنه لا يقبل اعتذاركم لما لا عذر لكم في ما تعتذرون بعدما قلتم : إنه أذن لما ظهر منكم [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] الخلاف والكذب في ذلك كقوله : ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ )[ التوبة : 94 ] أخبر أنه لا يصدقهم فيما اعتذروا لما ظهر كذبهم ، وتبين خلافهم .

وقوله تعالى/217-ب/ : ( قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) يحتمل كفرتم في الباطن بعدما أظهرتم باللسان ، ويحتمل ( قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) حقيقة : قد كفروا بعدما آمنوا .

وقوله تعالى : ( إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً ) قال بعضهم : قوله : ( إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ ) وذلك أن المنافقين قد آمن منهم [ من آمن ][ ساقطة من الأصل وم ] بعد النفاق ، وتاب فأخبر أنه إن يعفوا عنهم يعذب الطائفة الذين لم يؤمنوا ولم يتوبوا .

وقيل ( إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً ) لأن المنافقين [ منهم ][ ساقطة من الأصل وم ] من قد مات على الكفر فوعد العفو على من مات على الإيمان في قوله : ( ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم )[ الأحزاب : 24 ] أخبر أنه إن شاء تاب عليهم . فقوله : ( إن نعف عن طائفة ) التي يتوب عليهم .

وقوله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ ) يحتمل وجهين أحدهما على الإيجاب أي يفعلون بالله ورسوله ذلك .

والثاني[ في الأصل وم ] : ويحتمل على التوعيد والتوبيخ : أبالله يفعلون هذا ؟ والله أعلم .