في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

ومهما اعتذر الإنسان بشتى المعاذير عما وقع منه ، فلن يقبل منها عذر ، لأن نفسه موكولة إليه ، وهو موكل بها ، وعليه أن يهديها إلى الخير ويقودها . فإذا انتهى بها إلى الشر فهو مكلف بها وحجة عليها :

( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) . .

ومما يلاحظ أن كل شيء سريع قصير : الفقر . والفواصل . والإيقاع الموسيقي . والمشاهد الخاطفة . وكذلك عملية الحساب : ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر )هكذا في سرعة وإجمال . . ذلك أنه رد على استطالة الأمد والاستخفاف بيوم الحساب !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

و «المعاذير » هنا قال الجمهور : هي الأعذار جمع معذرة ، وقال السدي والضحاك : هي الستور بلغة اليمن يقولون للستر : المعذار{[11470]} ، وقال الحسن : المعنى { بل الإنسان على نفسه } بلية ومحنة ، كأنه ذهب إلى البصيرة التي هي طريقة الدم وداعية طلب الثأر{[11471]} وفي هذا نظر .


[11470]:وفي ذلك يقول الشاعر: ولكنها ضنت بمنزل ساعة علينا وأطت فوقها بالمعاذر
[11471]:في اللسان : "والبصيرة: مقدار الدرهم من الدم، والبصيرة: الثأر، وقيل: البصيرة من الدم ما لم يسل، وقيل: هو الدفعة منه، وقيل: البصيرة دم البكر، قال: راحوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عتد وأي يعني بالبصائر دم أبيهم، يقول: تركوا دم أبيهم خلفهم ولم يثأروا به وطلبته أنا".