الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك { ولو ألقى معاذيره } قال : حجته .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن جبير قال : قلت لعكرمة : { بل الإِنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } فسكت وكان يستاك ، فقلت : إن الحسن قال : يا ابن آدم عملك أحق بك ، قال : صدقت .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { بل الإِنسان على نفسه بصيرة } قال : إذا شئت رأيته بصيراً بعيوب الناس غافلاً عن عيبه ، قال : وكان يقال في الإِنجيل : مكتوب يا ابن آدم أتبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر الجذل المعترض في عينك ؟

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { بل الإِنسان على نفسه بصيرة } قال : سمعه وبصره ويده ورجليه وجوارحه { ولو ألقى معاذيره } قال : ولو تجرد من ثيابه .

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك { ولو ألقى معاذيره } قال : ستوره بلغة أهل اليمن .

أخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتلفت منه يريد أن يحفظه فأنزل الله { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه } قال : يقول إن علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرؤه { فإذا قرأناه } يقول : إذا أنزلناه عليك { فاتبع قرآنه } فاستمع له وأنصت { ثم إن علينا بيانه } بينه بلسانك ، وفي لفظ علينا أن نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق . وفي لفظ استمع فإذا ذهب قرأكما وعده الله عز وجل .