الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

- ثم قال تعالى : ( ولو ألقى معاذيره ) .

أي : بل الإنسان شاهد على نفسه {[71898]} ولو اعتذر مما أتى من المآثم {[71899]} وجادل بالباطل [ لا ينفعه ] {[71900]} ذلك شيئا . قال ابن عباس : " ( ولو القى معاذيره ) يعني الاعتذار . ألم تسمع {[71901]} إلى قوله تعالى : ( لا ينفع الظالمين معذرتهم ) {[71902]} يعني قوله : ( ما كنا نعمل من سوء ) {[71903]} ، وقولهم : ( ربنا ما كنا مشركين ) {[71904]} ؟ ! قال ابن زيد : " قوم يؤذن لهم فيعتذرون فلا ينفعهم العذر ، وقم لا يؤذن لهم فيعتذروا " {[71905]} .

وقال مجاهد : ( ولو القى معاذيره ) : " ولو {[71906]} جادل عنها فهو بصيرة {[71907]} عليها " . وقال السدي : " معناه : ولو أرخى الستور وأغلق الأبواب " {[71908]} .

وقال الحسن و [ قتادة ] {[71909]} : : معناه ) {[71910]} : ولو ألقى معاذيره لم تقبل منه " ، إذ هي باطل .


[71898]:- ث: على نفسه شاهد.
[71899]:- ث: الماء ثم.
[71900]:- م: لا نفعه.
[71901]:- ث: نسمع.
[71902]:- غافر: 52 {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}.
[71903]:- النحل: 28 {الذين تتوافاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء، بلى، إلى الله عليم بما كنتم تعملون}.
[71904]:- الأنعام: 23 وانظر قول ابن عباس في جامع البيان 29/185.
[71905]:- جامع البيان 29/186 وقد كتبت فيه في طبعتي دار الفكر (1398ﻫ، 1978م) و(1405/1984) "يوم" بدل "قوم" في الموضعين، وهو تحريف ظاهر.
[71906]:- أ، ث: أي ولو.
[71907]:- كذا في جامع البيان 29/186. وفي تفسير ابن كثير 4/478: "فهو بصير..." وقد رجح ابن كثير هذا القول. وانظر الدر 8/347.
[71908]:- جامع البيان 29/186.
[71909]:- م: قطابة.
[71910]:- ساقط من أ.