غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

1

قوله { ولو ألقى معاذيره } تأكيد أي ولو جاء بكل معذرة يحاج بها عن نفسه فإنها لا تنفعه لأنه لا يخفى شيئاً من أفعاله فإن نفسه وأعضاءه تشهد عليه . وقال الواحدي والزمخشري : المعاذير اسم جمع للمعذرة كالمناكير للمنكر ، ولو كان جمعاً لقيل معاذر بغير ياء . وعن الضحاك والسدي أن المعاذير جمع معذار وهو الستر ، والمعنى إنه إن أسبل الستور لن يخفى شيء من عمله قال جار الله : إن صح هذا النقل فالسبب في التسمية أن الستر يمنع رؤية المحتجب كما تمنع المعذرة عقوبة المذنب . فمدار التركيب على الحجب والمنع ومنه العذران قال الإمام فخر الدين الرازي : زعم قوم من قدماء الشيعة أن هذا القرآن مغير بالزيادة والنقصان ، ومن جملة استدلالاتهم أنه لا مناسبة بين هذه الآية .

/خ40