فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

{ ولو ألقى معاذيره } أي ولو اعتذر وتجرد من ثيابه وجادل عن نفسه لم ينفعه ذلك يقال معذرة ومعاذير على غير قياس كملاقيح ومذاكير جمع لقحة وذكر ، قال الفراء أي وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره ، وقال الزجاج : المعاذير الستور والواحد معذار أي وإن أرخى الستور وأغلق الأبواب ، يريد أن يخفى نفسه فنفسه شاهدة عليه ، وكذا قال الضحاك والسدي ، والستر بلغة اليمن يقال له معذار كذا قال المبرد والأول أولى ، وبه قال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وابن زيد وأبو العالية ومقاتل ومثله قوله { يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم } وقوله { ولا يؤذن لهم فيعتذرون } وقول الشاعر :

فما سن أن يعذر المرء نفسه وليس له من سائر الناس عاذر

وقال النسفي والمعاذير ليس بجمع معذرة لأن جمعها معاذر بل هي اسم جمع لها ونحوه المناكير في المنكر ، قال الشيخ وليس هذا البناء من أبنية أسماء الجموع وإنما هو من أبنية جموع التكسير وهو الصحيح .