وعن العلم والحكمة : ( أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) . ليحقق لهم ما قدره من فوز ونعيم :
( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها ، ويكفر عنهم سيئاتهم ، وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ) . .
وإذا كان هذا في حساب الله فوزا عظيما ، فهو فوز عظيم ! فوز عظيم في حقيقته ، وفوز عظيم في نفوس من ينالونه من عند الله مقدرا بتقديره ، موزونا بميزانه . . ولقد فرح المؤمنون يومها بما كتب الله لهم ؛ وكانوا قد تطلعوا بعدما سمعوا افتتاح السورة ، وعلموا منه ما أفاض الله على رسوله . تطلعوا إلى نصيبهم هم ، وسألوا عنه ، فلما سمعوا وعلموا فاضت نفوسهم بالرضى والفرح واليقين .
أي : أنزل السكينة ليزدادوا إيمانا . ثم تلك الزيادة بسبب إدخالهم الجنة . وقيل : اللام في " ليدخل " يتعلق بما يتعلق به اللام في قوله : " ليغفر لك الله " " وكان ذلك " أي ذلك الوعد من دخول مكة وغفران الذنوب . " عند الله فوزا عظيما " أي نجاة من كل غم ، وظفرا بكل مطلوب . وقيل : لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قالوا : هنيئا لك يا رسول الله ، فماذا لنا ؟ فنزل : " ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات " ولما قرأ " ويتم نعمته عليك " قالوا : هنيئا لك ، فنزلت : " وأتممت عليكم نعمتي " {[13986]} [ المائدة : 3 ] فلما قرأ " ويهديك صراطا مستقيما " نزل في حق الأمة : " ويهديك صراطا مستقيما " {[13987]} [ الفتح : 2 ] . ولما قال : " وينصرك الله نصرا عزيزا " [ الفتح : 3 ] نزل : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " {[13988]} [ الروم : 47 ] . وهو كقوله تعالى : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " {[13989]} [ الأحزاب : 56 ] . ثم قال : " هو الذي يصلي عليكم " {[13990]} [ الأحزاب : 43 ] ذكره القشيري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.