فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

{ لّيُدْخِلَ المؤمنين والمؤمنات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } هذه اللام متعلقة بمحذوف يدلّ عليه ما قبله تقديره : يبتلي بتلك الجنود من يشاء ، فيقبل الخير من أهله ، والشرّ ممن قضى له به ؛ ليدخل ويعذب ، وقيل : متعلقة بقوله : { إِنَّا فَتَحْنَا } كأنه قال : إنا فتحنا لك ما فتحنا ليدخل ويعذب ، وقيل : متعلقة ب { ينصرك } أي نصرك الله بالمؤمنين ليدخل ويعذب ، وقيل : متعلقة ب { يزدادوا } أي يزدادوا ليدخل ويعذب ، والأوّل أولى { وَيُكَفّرَ عَنْهُمْ سيئاتهم } أي يسترها ، ولا يظهرها ولا يعذبهم بها ، وقدّم الإدخال على التكفير مع أن الأمر بالعكس للمسارعة إلى بيان ما هو المطلب الأعلى ، والمقصد الأسنى { وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ الله فَوْزاً عَظِيماً } أي وكان ذلك الوعد بإدخالهم الجنة ، وتكفير سيئاتهم عند الله ، وفي حكمه فوزاً عظيماً : أي ظفراً بكل مطلوب ، ونجاة من كل غمّ ، وجلباً لكل نفع ودفعاً لكل ضرّ ، وقوله : { عَندَ الله } متعلق بمحذوف على أنه حال من { فوزاً } ؛ لأنه صفة في الأصل ، فلما قدم صار حالاً ، أي كائناً عند الله ، والجملة معترضة بين جزاء المؤمنين ، وجزاء المنافقين والمشركين .

/خ7