جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

{ ليدخل{[4647]} المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } ، في الصحيحين " لما نزل " " ليغفر لك الله " إلخ قالوا : هنيئا مريئا بين الله تعالى ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فنزلت إلى قوله تعالى : " فوزا عظيما " فعلى هذا الظاهر أنه أيضا علة " لإنا فتحنا " ، أو لجميع ما ذكر ، وقيل : لما دل عليه { ولله جنود السموات والأرض } من معنى التدبير أي : دبر ما دبر وسكن قلوبهم ليعرفوا نعمه ويشكروها ، فيدخلوا الجنة ، ويعذب المنافقين والكافرين لما غاظهم من ذلك وكرهوا ، { ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما } ، و " عند " حال من الفوز مقدم ،


[4647]:قوله:{ليدخل} اللام متعلق بما دل عليه الكلام، فإنه لما قال:{ولله جنود السماوات والأرض} كان فيه دليل على أنه يبتلى بتلك الجنود من شاء، فإن الجند لا يكون إلا لنصرة الموافقين على المخالفين، فكأنه قال ابتلى {ليدخل المؤمنين والمؤمنات} الآية/12 وجيز.