الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه قال : أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } مرجعه من الحديبية فقال : «لقد أنزلت عليَّ آية هي أحب إلي مما على الأرض » ثم قرأها عليهم فقالوا : هنيئاً مريئاً يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فنزلت عليه { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار } حتى بلغ { فوزاً عظيماً } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : «لما رجعنا من الحديبية وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد خالطوا الحزن والكآبة حيث ذبحوا هديهم في أمكنتهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزلت عليَّ ضحى آية هي أحب إليَّ من الدنيا جميعاً ثلاثاً قلنا : ما هي يا رسول الله ؟ فقرأ { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } الآيتين قلنا : هنيئاً لك يا رسول الله فما لنا ؟ فقرأ { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } الآية . فلما أتينا خيبر فأبصروا خميس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني جيشه أدبروا هاربين إلى الحصن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين » .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } الآية . قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هنيئاً لك ما أعطاك ربك ، هذا لك فما لنا ؟ فأنزل الله { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } إلى آخر الآية .