اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي ست آيات ، وعشرون كلمة ، وتسعة وتسعون حرفا .

قوله تعالى : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس } . قرئ{[61169]} : «قُلَ عُوذُ » بحذف الهمزة ، ونقل حركتها إلى اللام ، ونظيره : { فَخُذَ أرْبَعَةً } [ البقرة : 260 ] .

وأجمع القراء على تلك الإمالة في «النَّاس » إذا كان في موضع الخفضِ .

ومعنى «رَبّ الناس » مالكهم ، ومصلح أمورهم ، وإنما ذكر أنه «رَبّ الناس » ، وإن كان رباً لجميع الخلق لأمرين :

أحدهما : لأن الناس معظمون ، فأعلم بذكرهم أنه ربٌّ لهم ، وإن عظموا .

والثاني : لأنه أمر بالاستعاذة من شرِّهم ، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم ، وإنما قال : { مَلِكِ الناس إله الناس } لأن في الناس ملوكاً ، فذكر أنه ملكهم ، وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ، ومعبودهم ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ، ويلجأ إليه دون الملوك ، والعظماء .


[61169]:ينظر الكشاف 4/823، والفخر الرازي 32/181.