السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي ست آيات ، وعشرون كلمة ، وتسعة وتسعون حرفاً .

{ بسم الله } المحيط بكل ما بطن ، كإحاطته بكل ظاهر { الرحمن } الذي عمت نعمته كل باد وحاضر { الرحيم } الذي خص أهل ودّه بإتمام النعمة في جميع أمورهم : الأوّل منها ، والأثناء ، والآخر .

ولما أمر الله تعالى نبيه بالاستعاذة مما تقدّم أمره أن يستعيذ من شر الوسواس بقوله تعالى : { قل } ، أي : يا أشرف المرسلين { أعوذ } ، أي : اعتصم والتجئ { برب } ، أي : مالك وخالق { الناس } وخصهم بالذكر- وإن كان رب جميع المحدثات- لأمرين :

أحدهما : أنّ الناس يعظمون ، فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا .

الثاني : أنه أمر بالاستعاذة من شرهم ، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم .

قال الملوي : والرب من له ملك الرق ، وجلب الخيرات من السماء والأرض وإنقاذها ، ودفع الشرور ورفعها ، والنقل من النقص إلى الكمال ، والتدبير العام العائد بالحفظ والتتميم على المربوب .