فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الناس

هي ست آيات ، والخلاف في كونها مكية أو مدنية كالخلاف الذي تقدم في سورة الفلق ، قال ابن عباس : أنزل بمكة { قل أعوذ برب الناس } ، وعن ابن الزبير قال : أنزل بالمدينة .

وقد قدمنا في سورة الفلق ما ورد في سبب نزول هذه السورة ، وما ورد في فضلها ، فارجع إليه ، وأتى الحافظ ابن القيم في البدائع بفوائد بديعة كثيرة تتعلق بالمعوذتين ، وكتب عشرين ورقة في بيان ذلك ، لا يتسع هذا المقام لبسطها ، إن شئت فراجعه .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ قل أعوذ } قرأ الجمهور بالهمزة ، وقرئ بحذفها ، ونقل حركتها إلى اللام { برب الناس } قرأ الجمهور بترك الإمالة في الناس ، وقرئ بالإمالة .

والمعنى مالك أمرهم ومربيهم ومصلح أحوالهم ، وإنما قال :{ رب الناس } مع أنه رب جميع مخلوقاته ، للدلالة على شرفهم ، ولكون الاستعاذة وقعت من شر ما يوسوس في صدورهم .