التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الناس

فضلها

تقدم في سورة الإخلاص وسورة الفلق .

قوله تعالى { قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس }

قال ابن كثير : هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل : الربوبية والملك والإلهية ، فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه ، فجميع الأشياء مخلوقة له ، مملوكة عبيد له ، فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات من شر الوسواس الخناس ، وهو الشيطان الموكل بالإنسان ، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يُزين له الفواحش ، ولا يألوه جهدا في الخبال ، والمعصوم من عصم الله .

وقد ثبت في الصحيح أنه : " ما منكم من أحد إلا قد وُكل به قرينه " . قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير " .

والحديث أخرجه مسلم في [ الصحيح 4/2167- ك صفة القيامة ، ب تحريش الشيطان ح 2814 ] وانظر بداية التفسير في الاستعاذة .

وانظر الاستعاذة في بداية التفسير ، وفيها حديث أحمد عن أبي تميمة : وفيه : " لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، تعاظم وقال : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : باسم الله ، تصاغر ، حتى يصير مثل الذباب " .

قال ابن كثير : إسناده جيد قوي ، وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغُلب ، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب .