التفسير : إنه تعالى رب جميع المحدثات ، ولكنه خص الناس هاهنا بالذكر للتشريف ، ولأن الاستعاذة لأجلهم ، فكأنه قيل : أعوذ من شر الوسواس إلى الناس بربهم الذي يملك عليهم أمورهم وهوالهم ومعبودهم ، كما يستغيث بعض الموالي إذا دهمهم أمر بسيدهم ومخدومهم وولي أمرهم .
وقوله { ملك الناس } { إله الناس } عطف ثانٍ ؛ لأن الرب قد لا يكون ملكاً ، كما يقال " رب الدار " ، والملك قد لا يكون إلهاً . وفي هذا الترتيب لطف آخر ، وذلك أنه قدم أوائل نعمه إلى أن تم ترتيبه ، وحصل فيه العقل ، فحينئذ عرف بالدليل أنه عبد مملوك ، وهو ملك تفتقر كل الأشياء إليه ، وهو غني عنهم ، ثم علم بالدلائل العقلية والنقلية أن العبادة لازمة له ، وأن معبوده يستحق العبادة .
ويمكن أن يقال : أوّل ما يعرف العبد من ربه هو كونه مربوباً له ، منعماً عليه بالنعم الظاهرة والباطنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.