فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الناس

هي ست آيات والخلاف في كونها مكية أو مدنية كالخلاف الذي تقدم في سورة الفلق . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزل بمكة { قل أعوذ برب الناس } . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : أنزل بالمدينة { قل أعوذ برب الناس } وقد قدمنا في سورة الفلق ما ورد في سبب نزول هذه السورة وما ورد في فضلها فارجع إليه .

وقرأ الجمهور : { قُلْ أَعُوذُ } بالهمزة . وقرئ بحذفها ، ونقل حركتها إلى اللام . وقرأ الجمهور بترك الإمالة في { الناس } ، وقرأ الكسائي بالإمالة . ومعنى { ربّ الناس } : مالك أمرهم ، ومصلح أحوالهم ، وإنما قال { ربّ الناس } مع أنه ربّ جميع مخلوقاته للدلالة على شرفهم ، ولكون الاستعاذة وقعت من شرّ ما يوسوس في صدورهم .