في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

فهي : ( عاملة ناصبة ) . . عملت لغير الله ، ونصبت في غير سبيله . عملت لنفسها وأولادها . وتعبت لدنياها ولأطماعها . ثم وجدت عاقبة العمل والكد . وجدته في الدنيا شقوة لغير زاد . ووجدته في الآخرة سوادا يؤدي إلى العذاب . وهي تواجه النهاية مواجهة الذليل المرهق المتعوس الخائب الرجاء !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

عاملة : تعمل في الدنيا لنفسها وأولادها وأطماعها .

ناصبة : تعبة . والفعل نصِب ينصَب نصبا : تعب .

عملَ أصحابها في الدنيا كثيرا وتعبوا كثيرا ، ولكنْ لغير الله ، فما نفعتهم أعمالهم ولا أموالهم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

{ عَامِلَةٌ } على ما قيل وهو وقوله تعالى : { نَّاصِبَةٌ } خبر إن آخران لوجوه إذ المراد بها أصحابها وفي ذلك الاحتمالات أخر ستأتي إن شاء الله تعالى أي عاملة في ذلك اليوم تعبة فيه وذلك في النار على ما روى عن ابن عباس والحسن وابن جبير وقتادة وعملها فيها على ما قيل جر السلاسل والأغلال والخوض فيها خوض الإبل في الوحل والصعود والهبوط في تلالها ووهادها وذلك جزاء التكبر عن العمل وطاعة الله تعالى في الدنيا وعن زيد بن أسلم أنه قال أي عاملة في الدنيا ناصبة فيها لأنها على غير هدى فلا تمرة لها إلا النصب وخاتمته النار وجاء ذلك في رواية أخرى عن ابن عباس وابن جبير أيضاً والظاهر أن الخشوع عند هؤلاء باق على كونه في الآخرة وعليه فيومئذ لا تعلق له بالوصفين معنى بل متعلقهما في الدنيا ولايخفى ما في هذا الوجه من البعد وظهور أن العمل لا يكون في الآخرة بعد تسليمه لا يجدي نفعاً في دفع بعده وقال عكرمة عاملة في الدنيا ناصبة يوم القيامة والظاهر أن الخشوع على ما مر ولا يخفى ما في جعل المحاط باستقباليين ماضوياً من البعد وقيل الأوصاف الثلاثة في الدنيا والكلام على منوال

. إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة *** أي ظهر لهم يومئذ أنها كانت خاشعة عاملة ناصبة في الدنيا من غير نفع وأما قبل ذلك اليوم فكانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وهؤلاء النساك من اليهود والنصارى كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ويشمل غيرهم مما شاكلهم من نساك أهل الضلال وهذا الوجه أبعد من أخويه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

قوله : { عاملة ناصبة } أي عاملة في النار { ناصبة } تعبة فيها . فهم لم يعملوا في الدنيا لله فأعملهم الله في النار . أو أنهم تكبروا عن طاعة الله في الدنيا فأعملهم الله في الآخرة في النار وأنصبهم أي أتعبهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ} (3)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله : "عامِلةٌ" يعني : عاملة في النار . وقوله : "ناصِبَةٌ" يقول : ناصبة فيها... قرأ [الحسن] : "عامِلَةٌ ناصِبَةٌ" قال : لم تعمل لله في الدنيا ، فأعملها في النار ...

قال ابن زيد ، في قوله : "عامِلَةٌ ناصِبَةٌ" قال : لا أحد أنصَبُ ولا أشدّ من أهل النار .

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم : جائز أن يكون منصرفا إلى عبادة الكفرة ، وهو أنهم بقوا أبدا في النصب والعمل في الدنيا والآخرة ...

قال بعضهم : جائز أن يكون نصبها وعملها في النار ، وهو أنها لم تعمل في الدنيا ، بل تكبرت عن طاعة الله ، فأعملها ، وأنصبها في الآخرة بمعالجة الأغلال والسلاسل في النار الحامية ، أو عملت في الدنيا بالمعاصي ، ونصبت في الآخرة ، فيكون فيه تبيين العمل والجزاء ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

فلا ثمرة لعملها إلا النصب وخاتمته النار . قالوا : والآية في القسيسين وعبدة الأوثان وكل مجتهد في كفر ...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

فهذا في الدنيا ؛ لأن الآخرة ليست دار عمل . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ عاملة } أي مجتهدة في الأعمال التي تبتغي بها النجاة حيث لا نجاة بفوات دار العمل فتراها جاهدة فيما كلفتها به الزبانية من جر السلاسل والأغلال وخوض الغمرات من النيران ونحو ذلك... وهذا بما كان يهمل العمل في الدنيا { ناصبة } أي هي في ذلك في غاية التعب والدؤوب في العمل والاجتهاد - هذه رواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وذلك لأنهم لم يخشوا الله في الدنيا فلم يعملوا له فلم ينصبوا في طاعته أجسادهم فاضطرهم في ذلك اليوم إلى أعظم مما أبوه في الدنيا مع المضرة دون المنفعة ، ويجوز أن يراد بها الذين تعبوا ونصبوا في الدنيا أجسامهم وهم على غير دين الإسلام ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

عملت لغير الله ، ونصبت في غير سبيله . عملت لنفسها وأولادها . وتعبت لدنياها ولأطماعها . ثم وجدت عاقبة العمل والكد . وجدته في الدنيا شقوة لغير زاد . ووجدته في الآخرة سوادا يؤدي إلى العذاب . وهي تواجه النهاية مواجهة الذليل المرهق المتعوس الخائب الرجاء ! ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والعاملة : المكلفة العَمَل من المشاق يومئذ . ... وأوثر وصف { خاشعة } و { عاملة } و { ناصبة } تعريضاً بأهل الشقاء بتذكيرهم بأنهم تركوا الخشوع لله والعمل بما أمر به والنصبَ في القيام بطاعته ، فجزاؤهم خشوع مذلّة ، وعمل مشقة ، ونصَب إرهاق . ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

فكلّ ما سعوا وكدوّا فيه في الحياة الدنيا سوف لا يجنون منه إلاّ التعب والنصب ، وذلك : لأنّ أعمالهم غير مقبولة عند اللّه ، وما جمعوه من أموال وثروات قد ذهبت لغيرهم ، ولا يملكون من ذكر صالح يعقبهم في الدنيا ولا ولد صالح يدعو ويستغفر اللّه لهم ، فما اصدق هذا القول بحقّهم ...