في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

( إلا ما شاء الله ) . . فهو الاحتراس الذي يقرر طلاقة المشيئة الإلهية ، بعد الوعد الصادق بأنه لا ينسى . ليظل الأمر في إطار المشيئة الكبرى ؛ ويظل التطلع دائما إلى هذه المشيئة حتى فيما سلف فيه وعد منها . ويظل القلب معلقا بمشيئة الله حيا بهذا التعلق أبدا . .

( إنه يعلم الجهر وما يخفى ) . . وكأن هذا تعليل لما مر في هذا المقطع من الإقرار والحفظ والاستثناء . . فكلها ترجع إلى حكمة يعلمها من يعلم الجهر وما يخفى ؛ ويطلع على الأمر من جوانبه جميعا ، فيقرر فيه ما تقتضيه حكمته المستندة إلى علمه بأطراف الأمر جميعا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

{ إِلاَّ مَا شَآءَ الله } أن تنساه . فإنه تعالى يعلم ما يجهر به عباده وما يخفونه .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

شرح الكلمات :

{ إلا ما شاء الله } : أي إلا ما شئنا أن ننسيكه فإِنك تنساه وذلك إذا أراد الله تعالى نسخ شيء من القرآن بلفظه فإِنه يُنسي فيه رسوله صلى الله عليه وسلم .

المعنى :

{ إلا ما شاء الله } أن ينسيه إياه لحكمة اقتضت ذلك فإِنه ينساه فقد كان صلى الله عليه وسلم ينسى وذلك لما أراد الله أن ينسخه من كلامه .

وقوله تعالى { إنه يعلم الجهر وما يخفى } هذه الجملة تعليلية لقدرة الله تعالى على أن يحفظ على رسوله القرآن فلا ينساه ومعنى يعلم الجهر وما يخفى أي أن الله تعالى يعلم ما يجهر به المرء من قراءة أو حديث وما يخفيه الكل يعلمه الله بخلاف عباده فإِنهم لا يعلمون ما يخفى عليهم ويُسرُّ به .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

{ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ } مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة بالغة ، { إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } ومن ذلك أنه يعلم ما يصلح عباده أي : فلذلك يشرع ما أراد ، ويحكم بما يريد{[1410]} .


[1410]:- كذا في ب، وفي أ: يحكم بما أراد، ويحكم بما يريد.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

{ إلا ما شاء الله } أن ينسخه وقيل الا ما شاء الله وهولايشاء أن تنسى { إنه يعلم الجهر } من القول والفعل { وما يخفى }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

ولما كان سبحانه وتعالى ينسخ من الشريعة ما يشاء بحسب المصالح تخفيفاً{[72862]} لما له بهذه الأمة من الرفق ، قال لافتاً القول إلى سياق الغيبة إعلاماً بأن ذكر{[72863]} الجلالة أعظم من التصريح بأداة العظمة : { إلا ما شاء الله } أي الملك الأعظم الذي له الأمر كله ، أن تنساه لأنه نسخه ، أو لتظهر عظمته في أن أعظم الخلق يغلبه القرآن لأنه صفة الله فتنسى الآية أو الكلمة ثم تذكرها تارة بتذكير أحد من آحاد أمتك وتارة بغير ذلك .

ولما كان الفاعل لهذه{[72864]} الأمور كلها لا سيما الإقراء والحكم على ما يقرأ{[72865]} بأنه لا ينسى إلا ما شاء منه إلاّ يكون لا محيط العلم ، قال تعالى مصرحاً بذلك مؤكداً لأجل إنكار أهل القصور في النظر لمثله{[72866]} جارياً على أسلوب الغيبة معبراً بالضمير إشارة إلى تعاليه في العظمة إلى حيث تنقطع أماني الخلق عن إدراكه بما كثر من أفعاله{[72867]} : { إنه } أي الذي مهما شاء كان

{ {[72868]}إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون{[72869]} }[ النحل : 40 ] .

ولما كان المراد بيان إحاطة علمه سبحانه وتعالى ، وأن نسبة الجلي والخفي من جهره بالقرآن وترديده على قلبه سراً وغير ذلك إليه على حد سواء{[72870]} ، وكان السياق للجلي ، ذكرهما مصرحاً بكل منهما {[72871]}مقدماً الجلي{[72872]} لأن هذا{[72873]} مقامه ، وذكره بوصفه معبراً عنه بالاسم الدال على إحاطة علمه به فقال : { يعلم الجهر } أي ثابت له هذا الوصف على سبيل التجدد والاستمرار في الإقراء والقراءة وغيرهما . ولما ذكره باسمه ليدل على-{[72874]} أنه يعلمه مطلقاً لا بقيد كونه جهراً ، قال مصرحاً بذلك : { وما يخفى * } أي يتجدد خفاؤه من القراءة وغيرها{[72875]} على أي حالة كان الإخفاء ، فيدل على علمه به إذا جهر به بطريق الأولى .


[72862]:من ظ و م، وفي الأصل: تحقيقا.
[72863]:من ظ و م، وفي الأصل:ذلك.
[72864]:من م، وفي الأصل و ظ: بهذه.
[72865]:من ظ و م، وفي الأل: تقرأها.
[72866]:من ظ و م، وفي الأصل: بمثله.
[72867]:من ظ و م، وفي الأصل: أحفال.
[72868]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72869]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72870]:زيد في الأصل: لما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72871]:في ظ و م: وقدم الجلي.
[72872]:في ظ و م: وقدم الجلي.
[72873]:زيد في الأصل: هو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72874]:زيد من م.
[72875]:من م، وفي الأصل و ظ: غيره.