وقوله : { إِلاَّ مَا شَاء الله } استثناء مفرغ من أعمّ المفاعيل : أي لا تنسى مما تقرأه شيئًا من الأشياء إلاَّ ما شاء الله أن تنساه . قال الفرّاء : وهو لم يشأ سبحانه أن ينسي محمد صلى الله عليه وسلم شيئًا كقوله : { خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } [ هود : 107 ] . وقيل : إلا ما شاء الله أن تنسى ثم تذكر بعد ذلك ، فإذن قد نسي ولكنه يتذكر ولا ينسى شيئًا نسياناً كلياً . وقيل : بمعنى النسخ : أي إلاَّ ما شاء الله أن ينسخه مما نسخ تلاوته . وقيل : معنى { فلا تنسى } : فلا تترك العمل إلاَّ ما شاء الله أن تتركه لنسخه ورفع حكمه . وقيل المعنى : إلاَّ ما شاء الله أن يؤخر إنزاله . وقيل : «لا » في قوله : { فَلاَ تنسى } للنهي . والألف مزيدة لرعاية الفاصلة ، كما في قوله : { فَأَضَلُّونَا السبيلا } [ الأحزاب : 67 ] يعني : فلا تغفل قراءته وتذكره . { إِنَّهُ يَعْلَمُ الجهر وَمَا يخفى } الجملة تعليل لما قبلها : أي يعلم ما ظهر وما بطن والإعلان والإسرار ، وظاهره العموم ، فيندرج تحته ما قيل : إن الجهر ما حفظه رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن ، وما يخفى هو ما نسخ من صدره ، ويدخل تحته أيضاً ما قيل من أن الجهر هو إعلان الصدقة ، وما يخفى هو إخفاؤها ، ويدخل تحته أيضاً ما قيل : إن الجهر جهره صلى الله عليه وسلم بالقرآن مع قراءة جبريل مخافة أن يتفلت عليه ، وما يخفى ما في نفسه مما يدعوه إلى الجهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.