الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

ثم قال تعالى : ( سنقرئك فلا تنسى )

أي : سنقرئك-يا محمد- القرآن [ فلست ] {[75093]} تنساه إلا ما شاء الله أن تنساه .

قال مجاهد : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى فأعلمه الله أنه ليس ينسى {[75094]} .

وقوله : ( إلا ما شاء الله ) هو ما أراد الله نسخه فينسيه نبيه فيرفع حكمه وتلاوته وذلك ما أنزله {[75095]} تعالى على نبيه للصلاح في وقت ، وتقدم في علمه [ أنه ] {[75096]} سينيبه إياه في {[75097]} وقت [ آخر ] {[75098]} .

وقيل : معنى الآية : سنقرئك-يا محمد- فلا تترك العمل بشيء منه إلا ما شاء الله أن تترك {[75099]} العمل به ( مما ) {[75100]} ننسخه {[75101]} [ فنأمرك ] {[75102]} بتركه فتتركه {[75103]} " ولا " في القولين جميعا [ نفي ] {[75104]} وليست للنهي .

وقال الفراء : فلست {[75105]} تنسى إلا ما شاء الله أن تنساه ، ولا يشاء أن ينسى {[75106]} منه شيئا . ومثله عنده ( خالدين فيها ما دامت السماوات والارض ) {[75107]} وليس يشاء غير الخلود لهم {[75108]}

وقيل معنى الآية : إلا ما شاء الله ما يلحق الآدميين {[75109]} .

وقيل {[75110]} : إلا ما شاء الله أن يرفع حكمه ولا يرفع تلاوته . وقيل : المعنى : فجعله غثاء أحوى إلا ما شاء الله أن يناله {[75111]} بنو آدم والبهائم ، وينتفعوا {[75112]} فإنه لا يصير غثاء أحوى {[75113]} .

ثم قال تعالى : ( إنه يعلم الجهر وما يخفى )

أي : إنه يعلم ما أظهرته من عملك وما أخفيته ، أي : يعلم السر والعلانية وهذا خطاب للنبي ، وأمته داخلته في ما خوطب به .


[75093]:م: فليست.
[75094]:انظر: جامع البيان 30/154 وتفسير مجاهد: 722.
[75095]:أ: أنزل.
[75096]:ساقط من م.
[75097]:ث: وفي.
[75098]:م: أخرى.
[75099]:أ: يترك.
[75100]:ساقط من أ.
[75101]:ث: ينسخه.
[75102]:ث، م: فيأمرك.
[75103]:حكاه الطبري في جامع البيان 30/154. وهو قول الحسن وقتادة في تفسير الماوردي 4/439 والمحرر 16/282.
[75104]:م: بقي: أ: وهذا نفي.
[75105]:أ: معناه فلست.
[75106]:أ: تنسى.
[75107]:هود: 107.
[75108]:انظر: معاني الفراء 3/256.

[75109]:حكاه النحاس في إعرابه 5/205.
[75110]:أ، ث: وقيل معناه.
[75111]:أ: ينالها.
[75112]:أ: وينتفعون به.
[75113]:حكاه النحاس في إعرابه 5/205.