في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

57

فالروح هنا ترى علائم هذا النعيم الذي ينتظرها : روح وريحان وجنة نعيم . والألفاظ ذاتها تقطر رقة ونداوة . وتلقي ظلال الراحة الحلوة ، والنعيم اللين والأنس الكريم .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

75

المفردات :

فروح : فله استراحة أو رحمة .

ريحان : رزق حسن .

التفسير :

88 ، 89- { فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } .

في آيات سابقة أظهر القرآن عجز الإنسان أمام ظاهرة الموت .

قال الخازن في تفسيره : وإذا لم يمكنكم إرجاع روح الميت إلى جسده ، فاعلموا أن الأمر إلى غيركم ، وهو الله تعالى فآمنوا به .

وهنا يذكر الله تعالى حال الناس بعد الوفاة ، ويقسّمهم إلا ثلاثة أقسام ، قد ذُكروا تفصيلا في صدر السورة ، وهم : المقربون ، وأصحاب اليمين ، وأصحاب الشمال .

والمقربون هم السابقون ، المقربون إلى الله تعالى ، قد سبقوا إلى الإيمان وطاعة الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأداء الواجبات ، وترك المحرمات ، واتباع المأمورات ، والتأدّب بأدب الإسلام ، والتسابق إلى مرضاة الرحمن ، هؤلاء عند الموت يحسّون بمنزلتهم في الجنة ، وتبشرهم الملائكة بالجنة وريحانها وثمارها ونعيمها .

قال تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . . . } ( إبراهيم : 27 ) .

وعن مجاهد : فروح وريحان : جنة ورخاء .

وقال قتادة : فروح ورحمة .

وقال غيرهم : فروح . راحة من الدنيا ، وريحان . فرح بنعيم الآخرة .

وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة ، كما يقول ابن كثير في تفسيره ، فإن من مات مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة ، والفرح والسرور ، والرزق الحسن . أ . ه .

وجنّت نعيم . والجنة الواسعة التي يتنعم فيها المقربون بألوان النعيم .

وقد أورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة عند تفسير هذه الآية .

منها ما رواه البخاري ، ومسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر ، تسرح في رياض الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش " xxi .

وتفيد جملة من الأحاديث أن روح المؤمن تسبح في الجنة ، حتى يُرجع الله الروح إلى الجسد عند البعث .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ فروح } أي فله رحمة أو فرح وسرور . { وريحان } استراحة ، أو طيب رائحة عند قيض روحه وفي قبره ، وعند بعثه ، وجنة ذات تنعم في آخرته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

فروح : راحة الجسم .

ريحان : راحة الروح .

فمآلُه راحةٌ واطمئنان لنفسه ، ورحمةٌ من الله ورزقٌ طيب في جنات النعيم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

شرح الكلمات :

{ فروح وريحان } : أي استراحة وريحان أي رزق حسن وجنّة نعيم .

/د88

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ ف } لهم { رَوْحٌ } أي : راحة وطمأنينة ، وسرور وبهجة ، ونعيم القلب والروح ، { وَرَيْحَانٌ } وهو اسم جامع لكل لذة بدنية ، من أنواع المآكل والمشارب وغيرهما ، وقيل : الريحان هو الطيب المعروف ، فيكون تعبيرا بنوع الشيء عن جنسه العام{[976]}

{ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } جامعة للأمرين كليهما ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيبشر المقربون عند الاحتضار بهذه البشارة ، التي تكاد تطير منها الأرواح من الفرح والسرور .

كما قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أن لَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ }

وقد أول قوله{[977]}  تبارك تعالى : { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } أن هذه البشارة المذكورة ، هي البشرى في الحياة الدنيا .


[976]:- في ب: فيكون من باب التعبير بنوع الشيء عن جنسه.
[977]:- في ب: فسر.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فروح} يعني فراحة {وريحان} يعني الرزق في الجنة بلسان خير {وجنت نعيم}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"فأمّا إنْ كانَ مِنَ المُقَرّبِينَ فَرَوْحَ وَرَيْحانٌ" يقول تعالى ذكره: فأما إن كان الميت من المقرّبين الذين قرّبهم الله من جواره في جنانه "فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ" يقول: فله روح وريحان. واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار "فَرَوْحٌ" بفتح الراء، بمعنى: فله برد "وَرَيْحانٌ" يقول: ورزق واسع... بمعنى: فله الرحمة والمغفرة، والرزق الطيب الهنّي...

وأصله من قولهم: وجدت رَوْحا: إذا وجد نسيما يَسَترْوح إليه من كَرَبِ الحرّ. وأما الرّيحان، فإنه عندي الريحان الذي يُتَلقى به عند الموت، وقوله: "وَجَنّةُ نَعِيمٍ" يقول: وله مع ذلك بستان نعيم يتنعم فيه.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} في الرَّوح ثمانية تأويلات:

...

...

...

...

...

...

...

الرابع: أنه الرخاء...

الخامس: أنه الرَوح من الغم والراحة من العمل، لأنه ليس في الجنة غم ولا عمل...

...

...

...

...

...

...

....

السابع: التسليم...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

والروح: الرحمة والسعة والفرح، ومنه {روح الله} [يوسف: 87] والريحان وهو دليل النعيم.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} أي: فلهم روح وريحان، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت، كما تقدم في حديث البراء: أن ملائكة الرحمة تقول: "أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه، اخرجي إلى روح وريحان، ورب غير غضبان"... من الرحمة والراحة والاستراحة، والفرح والسرور والرزق الحسن، {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فروح} أي فله راحة ورحمة... {وريحان}...ولما ذكر هذه اللذاذة، ذكر ما يجمعها وغيرها فقال: {وجنات} أي بستان جامع للفواكه والرياحين وما يكون عنها وتكون عنه...

ولما كان جنان الدنيا قد يكون فيها نكد، أضاف هذه الجنة إلى المراد بهذه الجنان إعلاماً بأنها لا تنفك عنه فقال: {نعيم} أي ليس فيها غيره بل هي مقصورة عليه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فالروح هنا ترى علائم هذا النعيم الذي ينتظرها: روح وريحان وجنة نعيم. والألفاظ ذاتها تقطر رقة ونداوة. وتلقي ظلال الراحة الحلوة، والنعيم اللين والأنس الكريم...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وجزاؤهم: (فروح)، قالوا: يعني رحمة من الله وسرور بنعمة الله، والرحمة تتناسب سعتها وعلوها بقدر الراحم، فإذا كانت الرحمة من الله فهي رحمة لا حدود لها.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ فروح } فلهم روح أي استراحة وبرد { وريحان } ورزق حسن

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

" فروح وريحان وجنة نعيم " وقراءة العامة " فروح " بفتح الراء ومعناه عند ابن عباس وغيره : فراحة من الدنيا . قال الحسن : الروح الرحمة . الضحاك : الروح الاستراحة . القتبي : المعنى له في طيب نسيم . وقال أبو العباس بن عطاء : الروح النظر إلى وجه الله ، والريحان الاستماع لكلامه ووحيه ، " وجنة نعيم " هو ألا يحجب فيها عن الله عز وجل . وقرأ الحسن وقتادة ونصر بن عاصم والجحدري ورويس وزيد عن يعقوب " فروح " بضم الراء ، ورويت عن ابن عباس . قال الحسن : الروح الرحمة ؛ لأنها كالحياة للمرحوم . وقالت عائشة رضي الله عنها : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم " فروح " بضم الراء ومعناه فبقاء له وحياة في الحنة وهذا هو الرحمة . " وريحان " قال مجاهد وسعيد بن جبير : أي رزق . قال مقاتل : هو الرزق بلغة حمير ، يقال : خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه ، قال النمر بن تولب :

سلامُ الإلهِ وريحانُه *** ورحمتُه وسماءٌ دِرَرْ

وقال قتادة : إنه الجنة . الضحاك : الرحمة . وقيل هو الريحان المعروف الذي يشم . قاله الحسن وقتادة أيضا . الربيع بن خيثم : هذا عند الموت والجنة مخبوءة له إلى أن يبعث . أبو الجوزاء : هذا عند قبض روحه يتلقى بضبائر الريحان . أبو العالية : لا يفارق أحد روحه من المقربين في الدنيا حتى يؤتى بغصنين من ريحان فيشمهما ثم يقبض روحه فيهما ، وأصل ريحان واشتقاقه تقدم في أول سورة " الرحمن{[14691]} " فتأمله . وقد سرد الثعلبي في الروح والريحان أقوالا كثيرة سوى ما ذكرنا من أرادها وجدها هناك .


[14691]:راجع ص 157 من هذا الجزء.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ فروح } أي{[62305]} فله راحة ورحمة ما ينعشه من نسيم الريح{[62306]} ومعنى قراءة يعقوب{[62307]} بالضم طمأنينة في القلب وسكينة وحياة لا موت بعدها { وريحان } أي رزق عظيم ونبات حسن بهج وأزاهير طيبة الرائحة .

ولما ذكر هذه اللذاذة ، ذكر ما يجمعها وغيرها فقال : { وجنات } أي بستان جامع للفواكه والرياحين وما يكون عنها وتكون عنه .

ولما كان جنان الدنيا قد يكون فيها نكد ، أضاف هذه الجنة{[62308]} إلى المراد بهذه الجنان إعلاماً بأنها لا تنفك عنه فقال : { نعيم * } أي ليس فيها غيره بل هي مقصورة عليه


[62305]:- زيد من ظ.
[62306]:- زيد من ظ.
[62307]:- راجع نثر المرجان 7/ 194.
[62308]:- زيد من ظ.