بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ } قرأ الحسن : { فَرَوْحٌ } بضم الراء المهملة ، وقراءة العامة : بالنصب . وقال أبو عبيد : لولا خلاف الأمة لقرأته بالضم . وروت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قرأ : بالضم . وقال القتبي : { الروح } يعبر عن معان . فالروح روح الأجسام الذي يقبض عند الممات وفيه حياة النفس ، والروح جبريل ، وكلام الله روح ، لأنه حياة من الجهل ، وموت الكفر ، ورحمة الله روح كقوله { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانوا ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إخوانهم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أولئك كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا رَضِي الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أولئك حِزْبُ الله أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون } [ المجادلة : 22 ] أي : برحمة . والروح : الرحمة ، والرزق . ويقال : { الروح } حياة دائمة لا موت فيها { والريحان } الرزق . ويقال : هي النبات بعينها . ومن قرأ : بالنصب . فهو الفرح . ويقال : الراحة . ويقال : هي الرحمة .

ثم قال : { وَجَنَّةٍ نَعِيمٍ } يعني : لا انقطاع لها .