السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

وقوله تعالى : { فروح } مبتدأ خبره مقدّر قبله أي : فله روح ، أي : راحة ورحمة وما ينعشه من نسيم الريح . وقال سعيد بن جبير : فله فرج ، وقال الضحاك : مغفرة ورحمة { وريحان } أي : رزق عظيم ونبات حسن بهيج وأزاهير طيبة الرائحة ، وقال مقاتل : هو بلسان حمير رزق ، يقال : خرجت أطلب ريحان الله أي : رزقه ؛ وقيل : هو الريحان الذي يشم ؛ قال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم تقبض روحه ؛ وقال أبو بكر الوراق : الروح النجاة من النار والريحان دخول دار القرار { وجنت } أي : بستان جامع الفواكه والرياحين { نعيم } أي : ذات تنعم ليس فيها غيره وأهله مقصورة عليهم .

تنبيه : جنت هنا مجرورة التاء ووقف عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ، فالكسائي بالإمالة في الوقف على أصله ، والباقون بالتاء على المرسوم .