النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ } في الرَّوح ثمانية تأويلات :

أحدها : الراحة ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه الفرح ، قاله ابن جبير .

الثالث : أنه الرحمة ، قاله قتادة .

الرابع : أنه الرخاء ، قاله مجاهد .

الخامس : أنه الرَوح من الغم والراحة من العمل ، لأنه ليس في الجنة غم ولا عمل ، قاله محمد بن كعب .

السادس : أنه المغفرة ، قاله الضحاك .

السابع : التسليم ، حكاه ابن كامل .

الثامن : ما روى عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { فَرُوحٌ } بضم الراء ، وفي تأويله وجهان :

أحدهما : بقاء روحه بعد موت جسده .

الثاني : ما قاله الفراء أن تأويله حياة لا موت بعدها في الجنة .

وأما الريحان ففيه ستة تأويلات :

أحدها : أنه الاستراحة عند الموت ، قاله ابن عباس .

الثاني : الرحمة ، قاله الضحاك .

الثالث : أنه الرزق ، قاله ابن جبير .

الرابع : أنه الخير ، قاله قتادة .

الخامس : أنه الريحان المشموم يتَلَقَّى به العبد عند الموت ، رواه عبد الوهاب .

السادس : هو أن تخرج روحه ريحانة ، قال الحسن .

واختلف في محل الرَوْح على خمسة أقوال .

أحدها : عند الموت .

الثاني : قبره ما بين موته وبعثه .

الثالث : الجنة زيادة على الثواب والجزاء ، لأنه قرنه بذكر الجنة فاقتضى أن يكون فيها .

الرابع : أن الروح في القبر ، والريحان في الجنة .

الخامس : أن الروح لقلوبهم ، والريحان لنفوسهم ، والجنة لأبدانهم .