اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

قوله : { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ } .

قرأ العامة : «فَرَوْحٌ » بفتح الراء .

وقرأ ابن عباس ، وعائشة ، والحسن ، وقتادة ، ونصر بن عاصم{[55156]} ، والجحدري ورويس وزيد عن يعقوب وجماعة : بضم الراء .

وتروى عن النبي صلى الله عليه وسلم{[55157]} .

فمن قرأ بالفتح ، فمعناه : فله روح ، وهو الرَّاحة . وهو قول مجاهد .

وقال سعيد بن جبير : فرج{[55158]} .

وقال الضحاك : مغفرة ورحمة «وريحان » : استراحة{[55159]} .

وقال مجاهد وسعيد بن جبير : رزق{[55160]} .

قال مقاتل : [ هو الرزق بلغة ] {[55161]} «حِمْير » . يقال : خرجنا نطلب ريحان الله ، أي : رِزْقَه .

وقيل : هو الريحان الذي يشم .

قال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يُؤتى بغُصْنٍ من ريحان الجنة{[55162]} فيشمه ثم تقبض روحه .

وقال أبو بكر الورَّاق : الرَّوح : النَّجاة من النار والرَّيحان : دخول دار القرار .

وقد تقدَّم الكلام على «رَيْحَان » وكيفية تعريفه في السورة قبلها .

وقوله : «فَرَوْحٌ » مبتدأ ، خبره مقدر قبله ، أي : فله روح ، ويجوز أن يقدر بعده لاعتماده على فاء الجزاء .


[55156]:ينظر: المحرر الوجيز 5/254، والبحر المحيط 8/215، والدر المصون 6/270، وإتحاف 2/517.
[55157]:ينظر: القرطبي 17/150.
[55158]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/666).
[55159]:ينظر المصدر السابق.
[55160]:ينظر المصدر السابق.
[55161]:في ب: هو بلسان.
[55162]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (17/151).