في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

وما يكاد القلب البشري يفيق من فيض هذا النص ، ومن مهرجان الوجود المسبح لخالقه في السماوات والأرض ، حتى يعالجه السياق برحلة جديدة في ملكوت السماوات والأرض :

( له ملك السماوات والأرض ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ) . .

إن كل شيء في السماوات والأرض سبح لله . مالك السماوات والأرض . الذي لا شريك له في ملكه . فهو تسبيح المملوك لمالكه المتفرد ، الذي يحيي ويميت ، فيخلق الحياة ويخلق الموت . ويقدر الحياة لكل حي ويقدر له الموت ؛ فلا يكون إلا قدره الذي قضاه .

والحياة ما تزال سرا في طبيعتها ، وسرا في مصدرها ؛ ولا يملك أحد أن يقول من أين جاءت ، ولا كيف جاءت . فضلا على أن أحدا لا يدري ما هي على وجه الحقيقة . والنص القرآني يقول : إن الله هو الذي يحيي . الذي يعطي الحياة للأحياء . وما يملك أحد أن ينكر هذا ولا أن يثبت غيره . والموت كالحياة سر مغلف . لا يعرف أحد طبيعته ولا يملك أحد أن يحدثه . لأن أحدا غير واهب الحياة لا يملك سلبها . . وهذا وذلك من مظاهر الملكية المطلقة لله في السماوات والأرض يحيي ويميت . . .

( وهو على كل شيء قدير ) . . إجمالا بغير حد ولا قيد . فالمشيئة المطلقة تمضي بغير حد ولا قيد . وتتعلق

بما تشاء أن تتعلق به كما تشاء . وكل قيد يتصوره العقل البشري بمنطقه هو لهذه المشيئة من أي نوع وأي لون هو تصور باطل ، ناشيء من طبيعة العقل البشري المحدود ! واختيار المشيئة لنواميس وسنن لهذا الوجود داخل في حقيقة انطلاقها بلا قيود ولا حدود . فهي تختار هذه النواميس والسنن اختيارا طليقا ، وتعملها في الكون غير مقيدة بها بعد إعمالها ، ولا محصورة في نطاقها . والاختيار دائم ومطرد وراء هذه السنن والنواميس . .

والقرآن يولي هذه الحقيقة عناية كبيرة ، فينص عليها في كل مناسبة بما يفيد طلاقة المشيئة من كل قيد يرد عليها حتى من عملها هي . لتبقى هذه الحقيقة واضحة ، ويبقى تصورها غير مشوب . فقد وعد الله أهل الجنة بالخلود فيها وأهل النار كذلك . وهذا الوعد صادر من المشيئة . ولكنه أبقى المشيئة طليقة خارج نطاق هذا الوعد ذاته وهو من عملها وباختيارها . فقال عن هؤلاء وهؤلاء : ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك . . ) . . وهكذا في كل موضع وردت فيه مثل هذه المناسبة . ولا مجال لمنطق العقل البشري ولا لمقرراته في هذا المجال . وعليه أن يأخذ مقرراته كلها من هذا القرآن ، لا من معين آخر غير القرآن !

ومن ثم يتمثل للقلب البشري من خلال هذه الآية سلطان الله المطلق في ملكه الذي لا شريك له فيه ، والذي يتوجه إليه سبحانه بالتسبيح وحق له أن يتوجه ، وحق عليه أن يسبح .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

1

المفردات :

يحيي : يحيي النّطف ، فيجعلها أشخاصا عُقلاء فاهمين ناطقين .

ويُميت : يميت الأحياء ، وهو على كل من الإحياء والإماتة قدير .

التفسير :

2- { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

3- لله تعالى وحده ملك السماء وما فيها ، وملك الأرض وما عليها وما فيها ، فهو المالك الحقيقي لهذا الكون ، ومُلك غير الله مُلك عارض ، أما مُلك الله لهذا الكون ، وحفظه وعنايته بهذا الكون ، فذلك مُلك دائم ، وهو سبحانه ذو قدرة بالغة ، لا يتعذر عليه شيء أراده من إحياء وإماتة ، وإعزاز وإذلال .

وقريب من ذلك ما ورد في آية الكرسي :

{ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ . . . } ( البقرة : 255 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

لِله ملكُ السموات والأرض ، يحيي ويميت كما يشاء { وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

شرح الكلمات :

{ له ملك السماوات والأرض } : أي يملك جميع ما في السموات والأرض يتصرف كيف يشاء .

{ يحيى ويميت } : يحيى بعد العدم ويميت بعد الإِيجاد والإِحياء .

{ وهو على كل شيء قدير } : وهو على فعل كل ما يشاء قدير لا يعجزه شيء .

/د1

المعنى :

ثالثا له ملك السموات والأرض ملكاً حقيقاً يتصرف كيف يشاء يهب من شاء ويمنع من شاء . رابعاً يحيى من العدم ويميت الحي الموجود ، خامساً هو على كل شيء قدير لا يعجزه شيء ولا يعجز عن شيء متى أراد الشيء وقال له كن فهو يكون لا يتخلف .

الهداية

من الهداية :

2- مظاهر القدرة والعلم والحكمة في هذه الآيات الخمس هي موجبات ربوبيته الله تعالى وألوهيته وهي مقتضية للبعث الآخر والجزاء فيه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

ثم أخبر عن عموم ملكه ، فقال : { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ } أي : هو الخالق لذلك ، الرازق المدبر لها بقدرته { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"لَهُ مُلْكُ السّمَوَاتِ والأرْضِ "يقول تعالى ذكره: له سلطان السموات والأرض وما فيهنّ ولا شيء فيهنّ يقدر على الامتناع منه، وهو في جميعهم نافذ الأمر، ماضي الحكم.

وقوله: "يُحْيِي ويُمِيتُ": يقول يحيي ما يشاء من الخلق بأن يوجده كيف يشاء... ويميت ما يشاء من الأحياء بعد الحياة بعد بلوغه أجله فيفنيه.

"وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" يقول جلّ ثناؤه: وهو على كل شيء ذو قدرة، لا يتعذّر عليه شيء أراده، من إحياء وإماتة، وإعزاز وإذلال، وغير ذلك من الأمور.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"له ملك السموات والأرض " إخبار بأن له التصرف في جميع ما في السموات والأرض، وليس لأحد منعه منه ولا أن أحدا ملكه ذلك، وذاك هو الملك الأعظم...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. المُلْك مبالغةٌ من المِلْك، وهو القدرة على الإبداع، ولا مالكَ إلا الله. وإذا قيل لغيره: مالك فعلى سبيل المجاز؛ فالأحكام المتعلقة في الشريعة على مِلْكَ الناس صحيحةٌ في الشرع، ولكنَّ لفظَ المِلْك فيها توسُّعٌ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

..اعلم أن الملك الحق هو الذي يستغني في ذاته، وفي جميع صفاته عن كل ما عداه، ويحتاج كل ما عداه إليه في ذواتهم وفي صفاتهم، والموصوف بهذين الأمرين ليس إلا هو سبحانه. {له ملك السماوات والأرض} بل ملك السماوات والأرض بالنسبة إلى كمال ملكه أقل من الذرة... لكنه سبحانه وتعالى ذكر ملك السماوات والأرض لأنه شيء مشاهد محسوس، وأكثر الخلق عقولهم ضعيفة قلما يمكنهم الترقي من المحسوس إلى المعقول.

ثم إنه سبحانه لما ذكر من دلائل الآفاق ملك السماوات والأرض ذكر بعده دلائل الأنفس فقال: {يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير}...معناه أنه هو القادر على خلق الحياة والموت، كما قال في سورة الملك: {الذي خلق الموت والحياة} والمقصود منه كونه سبحانه هو المنفرد بإيجاد هاتين الماهيتين على الإطلاق، لا يمنعه عنهما مانع ولا يرده عنهما راد... واعلم أنه تعالى لما ذكر دلائل الآفاق (أولا): ودلائل الأنفس (ثانيا): ذكر لفظا يتناول الكل فقال: {وهو على كل شيء قدير}.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{له} أي وحده {ملك السماوات والأرض} أي وملك ما فيهما وما بينهما ظاهراً وباطناً، فالملك الظاهر ما هو الآن موجود في الدنيا من أرض..وسماء مبنية وكواكب...وأفلاك علية ورياح محسوسة وسحاب مرئية -وما تفصل إلى ذلك من خلق وأمر، والملك الباطن الغائب عنا...

ولما كان ذلك مما لا نزاع فيه، وكان ربما عاند معاند، دل عليه بما لا مطمع فيه لغيره فقال مقدماً الإحياء... {يحيي} أي له صفة الإحياء...فيحيي ما يشاء من الخلق بأن يوجده على صفة الإحياء كيف شاء في أطوار يتقلبها كيف شاء وكيف يشاء ومما يشاء {ويميت} أي له هاتان الصفتان على سبيل الاختيار والتجدد والاستمرار، فهو قادر على البعث بدليل ما ثبت له من صفة الإحياء. {قدير} أي بالغ القدرة إلى حد لا يمكن الزيادة عليه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(له ملك السماوات والأرض، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير).. إن كل شيء في السماوات والأرض سبح لله. مالك السماوات والأرض. الذي لا شريك له في ملكه. فهو تسبيح المملوك لمالكه المتفرد، الذي يحيي ويميت، فيخلق الحياة ويخلق الموت...

والنص القرآني يقول: إن الله هو الذي يحيي. الذي يعطي الحياة للأحياء. وما يملك أحد أن ينكر هذا ولا أن يثبت غيره. والموت كالحياة سر مغلف. لا يعرف أحد طبيعته ولا يملك أحد أن يحدثه...

. وهذا وذلك من مظاهر الملكية المطلقة لله في السماوات والأرض يحيي ويميت... (وهو على كل شيء قدير).. إجمالا بغير حد ولا قيد... وهكذا في كل موضع وردت فيه مثل هذه المناسبة. ولا مجال لمنطق العقل البشري ولا لمقرراته في هذا المجال. وعليه أن يأخذ مقرراته كلها من هذا القرآن، لا من معين آخر غير القرآن! ومن ثم يتمثل للقلب البشري من خلال هذه الآية سلطان الله المطلق في ملكه الذي لا شريك له فيه، والذي يتوجه إليه سبحانه بالتسبيح وحق له أن يتوجه، وحق عليه أن يسبح...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

إذَا اعتبرتْ إضافة {ملك} إلى مجموع {السموات والأرض} فإنه لا ملك لمَالك على الأرض كلها بَلْهَ السماوات معها. وجملة {يحي ويميت}... وللتذكير بدليل إمكان البعث الذي جحده المشركون، وللتعريض بإبطال زعمهم إلهية أصنامهم كما قال تعالى: {ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً} [الفرقان: 3]، ومن هذين الفعلين جاء وصفه تعالى بصفة « المحيي المميت». {يحي ويميت} من بيان جملة {له ملك السموات والأرض}...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

الاختلاف بين «العزّة» و «القدرة» هو أنّ العزّة أكثر دلالة على تحطيم المقابل والقدرة تعني توفير الأسباب وإيجادها. وبناءً على هذا فإنّهما يعدّان وصفين مختلفين بالرغم من أنّهما مشتركان في أصل القدرة...

والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا أنّ جملة (يحيي ويميت) جاءت بصورة فعل مضارع ممّا يدلّل على استمرار مسألة الحياة والموت على طول الأزمنة، وإطلاق هذين المعنيين لا يشمل حياة وموت الإنسان في هذا العالم فقط، بل يشمل كلّ حياة وممات بدءاً من الملائكة وانتهاء بكلّ موجود حيّ من الحيوانات والنباتات المختلفة، كما أنّها لا تقتصر على الحياة الدنيا فقط، بل تشمل حياة البرزخ والقيامة أيضاً.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

قوله تعالى : " له ملك السماوات والأرض " أي أنفرد بذلك . والملك عبارة عن الملك ونفوذ الأمر فهو سبحانه الملك القادر القاهر . وقيل : أراد خزائن المطر والنبات وسائر الرزق . " يحي ويميت " يميت الأحياء في الدنيا ويحي الأموات للبعث . وقيل : يحيي النطف وهي موات وحيث الأحياء . وموضع " يحيي ويميت " رفع على معنى وهو يحي ويميت . ويجوز أن يكون نصبا بمعنى " له ملك السموات والأرض " محييا ومميتا على الحال من المجرور في " له " والجار عاملا فيها . " وهو على كل شيء قدير " أي هو الله لا يعجزه شيء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

ولما أخبر بذلك ، دل على وجه مصرح بما أفهمه الأول من تسبيح السماوات والأرض بقوله : { له } أي وحده { ملك السماوات والأرض } أي وملك ما فيهما وما بينهما ظاهراً وباطناً ، فالملك الظاهر ما هو الآن موجود في الدنيا من أرض مدحية وسماء مبنية وكواكب مضية وأفلاك علية ورياح محسوسة وسحاب مرئية - وما تفصل إلى ذلك من خلق وأمر ، والملك الباطن الغائب{[62347]} عنا ، وأعظمه المضاف إلى الآخر وهو الملكوت ، قال القشيري : الملك مبالغة من الملك يعني بدلالة الضمة ، قال ، والملك بالكسر أي القدرة على الإبداع{[62348]} فلا مالك إلا الله ، وإذا قيل لغيره : مالك ، فعلى المجاز بالأحكام المتعلقة في الشريعة على ملك الناس أي بتصحيحه أو إفساده ونحو ذلك ، فالآية من الاحتباك : ذكر ما بين السماوات والأرض أولاً دليلاً على حذف ما بينهما ثانياً ، وذكر الخافقين ثانياً دليلاً على حذف مثل ذلك أولاً ليكون التسبيح والملك شاملاً للكل .

ولما كان ذلك مما لا نزاع فيه ، وكان ربما عاند معاند ، دل عليه بما لا مطمع فيه لغيره فقال مقدماً الإحياء لأنه كذلك في الخارج ولأن زمن الحياة أكثر لأن البعث حياة دائمة لا موت بعدها : { يحيي } أي له صفة{[62349]} الإحياء فيحيي ما يشاء من الخلق بأن يوجده على صفة الإحياء كيف شاء في أطوار يتقلبها كيف شاء {[62350]}وكيف يشاء{[62351]} ومما يشاء { ويميت } أي له هاتان الصفتان على سبيل الاختيار والتجدد والاستمرار ، فهو قادر على البعث بدليل ما ثبت له من صفة الإحياء . ولما كان هذا شاملاً للقدرة على التجديد والإعادة ، عم الحكم بقوله : { وهو على كل شيء } أي من الإحياء والإماتة وغيرهما من كل ممكن { قدير * } أي بالغ القدرة إلى حد لا يمكن الزيادة عليه .


[62347]:- زيد من ظ.
[62348]:- من ظ، وفي الأصل: الإبلاغ.
[62349]:- من ظ، وفي الأصل: صفات.
[62350]:-سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62351]:-سقط ما بين الرقمين من ظ.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

قوله : { له ملك السماوات والأرض } الله مالك الحياة والطبيعة والكون ، وهو المتصرف في ذلك كله وهو القادر على الإحياء والإماتة . وذلك بإحياء الموتى للبعث وإماتتهم بقبض أرواحهم في الدنيا إلى أجل معلوم { وهو على كل شيء قدير } لا يعز عليه فعل ما يشاء . فهو بيده المقاليد والنواصي وله ملكوت كل شيء .