في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

( إلا ما شاء الله ) . . فهو الاحتراس الذي يقرر طلاقة المشيئة الإلهية ، بعد الوعد الصادق بأنه لا ينسى . ليظل الأمر في إطار المشيئة الكبرى ؛ ويظل التطلع دائما إلى هذه المشيئة حتى فيما سلف فيه وعد منها . ويظل القلب معلقا بمشيئة الله حيا بهذا التعلق أبدا . .

( إنه يعلم الجهر وما يخفى ) . . وكأن هذا تعليل لما مر في هذا المقطع من الإقرار والحفظ والاستثناء . . فكلها ترجع إلى حكمة يعلمها من يعلم الجهر وما يخفى ؛ ويطلع على الأمر من جوانبه جميعا ، فيقرر فيه ما تقتضيه حكمته المستندة إلى علمه بأطراف الأمر جميعا .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

المفردات :

سنقرئك : ما نوحي إليك بواسطة جبريل عليه السلام .

فلا تنسى : أبدا من قوة الحفظ والإتقان .

التفسير :

6 ، 7- سنقرئك فلا تنسى* إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى .

سنجعلك قارئا للقرآن الكريم خلف جبريل فلا تنساه أبدا ، وهذه هداية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإحدى معجزاته صلى الله عليه وسلم أن يكون أميا ، لم يقرأ كتابا ، ثم يحفظ القرآن الكريم بعد تبليغ جبريل ، ويظل القرآن في قلبه ولسانه كما أنزل ، هذه معجزة إلهية للنبي صلى الله عليه وسلم .

وفي معنى الآية قوله تعالى : لا تحرّك به لسانك لتعجل به* إنّ علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه* ثم إنّ علينا بيانه . ( القيامة : 16-19 ) .

لقد تكفل الله بجمع القرآن الكريم في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تكفّل بقراءة القرآن سليما تام الضبط على لسانه ليكون قدوة عملية للصحابة وللمسلمين جيلا بعد جيل ، كما تكفل الله ببيان المعنى للرسول صلى الله عليه وسلم فيلهمه إلهاما بالمراد من الآيات حتى يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بنقل ذلك للأمة .

قال تعالى : وأنزلنا إليك الذّكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون . ( النحل : 44 ) .

وخلاصة المعنى :

سنقرئك فلا تنسى . سنقرئك يا محمد هذا القرآن العظيم ، فتحفظه في صدرك ولا تنساه ، إلا ما شاء الله . . . لكن ما أراد الله نسخه فإنك تنساه .

وقال الإمام الشوكاني :

سنقرئك فلا تنسى .

سنجعلك قارئا ، بأن نلهمك القراءة فلا تنسى ما تقرؤه ، والجملة مستأنفة لبيان هدايته صلى الله عليه وسلم الخاصة ، بعد بيان الهداية العامة ، وهي هدايته صلى الله عليه وسلم لحفظ القرآن .

وقوله تعالى : إلا ما شاء الله . . . استثناء مفرّغ من أعم المفاعيل ، أي : لا تنسى مما تقرؤه شيئا من الأشياء إلا ما شاء الله أن تنساه ، وهو لم يشأ سبحانه أن ينسى النبي صلى الله عليه وسلم شيئا .

إنه يعلم الجهر وما يخفى .

هو سبحانه عليم بما يجهر به العباد ويعلنونه ، وهو عليم بما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم ، لا يخفى عليه من ذلك شيء .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

{ إِلاَّ مَا شَآءَ الله } أن تنساه . فإنه تعالى يعلم ما يجهر به عباده وما يخفونه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

{ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ } مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة بالغة ، { إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } ومن ذلك أنه يعلم ما يصلح عباده أي : فلذلك يشرع ما أراد ، ويحكم بما يريد{[1410]} .


[1410]:- كذا في ب، وفي أ: يحكم بما أراد، ويحكم بما يريد.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

{ إلا ما شاء الله } أن ينسخه وقيل الا ما شاء الله وهولايشاء أن تنسى { إنه يعلم الجهر } من القول والفعل { وما يخفى }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ} (7)

ولما كان سبحانه وتعالى ينسخ من الشريعة ما يشاء بحسب المصالح تخفيفاً{[72862]} لما له بهذه الأمة من الرفق ، قال لافتاً القول إلى سياق الغيبة إعلاماً بأن ذكر{[72863]} الجلالة أعظم من التصريح بأداة العظمة : { إلا ما شاء الله } أي الملك الأعظم الذي له الأمر كله ، أن تنساه لأنه نسخه ، أو لتظهر عظمته في أن أعظم الخلق يغلبه القرآن لأنه صفة الله فتنسى الآية أو الكلمة ثم تذكرها تارة بتذكير أحد من آحاد أمتك وتارة بغير ذلك .

ولما كان الفاعل لهذه{[72864]} الأمور كلها لا سيما الإقراء والحكم على ما يقرأ{[72865]} بأنه لا ينسى إلا ما شاء منه إلاّ يكون لا محيط العلم ، قال تعالى مصرحاً بذلك مؤكداً لأجل إنكار أهل القصور في النظر لمثله{[72866]} جارياً على أسلوب الغيبة معبراً بالضمير إشارة إلى تعاليه في العظمة إلى حيث تنقطع أماني الخلق عن إدراكه بما كثر من أفعاله{[72867]} : { إنه } أي الذي مهما شاء كان

{ {[72868]}إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون{[72869]} }[ النحل : 40 ] .

ولما كان المراد بيان إحاطة علمه سبحانه وتعالى ، وأن نسبة الجلي والخفي من جهره بالقرآن وترديده على قلبه سراً وغير ذلك إليه على حد سواء{[72870]} ، وكان السياق للجلي ، ذكرهما مصرحاً بكل منهما {[72871]}مقدماً الجلي{[72872]} لأن هذا{[72873]} مقامه ، وذكره بوصفه معبراً عنه بالاسم الدال على إحاطة علمه به فقال : { يعلم الجهر } أي ثابت له هذا الوصف على سبيل التجدد والاستمرار في الإقراء والقراءة وغيرهما . ولما ذكره باسمه ليدل على-{[72874]} أنه يعلمه مطلقاً لا بقيد كونه جهراً ، قال مصرحاً بذلك : { وما يخفى * } أي يتجدد خفاؤه من القراءة وغيرها{[72875]} على أي حالة كان الإخفاء ، فيدل على علمه به إذا جهر به بطريق الأولى .


[72862]:من ظ و م، وفي الأصل: تحقيقا.
[72863]:من ظ و م، وفي الأصل:ذلك.
[72864]:من م، وفي الأصل و ظ: بهذه.
[72865]:من ظ و م، وفي الأل: تقرأها.
[72866]:من ظ و م، وفي الأصل: بمثله.
[72867]:من ظ و م، وفي الأصل: أحفال.
[72868]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72869]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72870]:زيد في الأصل: لما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72871]:في ظ و م: وقدم الجلي.
[72872]:في ظ و م: وقدم الجلي.
[72873]:زيد في الأصل: هو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72874]:زيد من م.
[72875]:من م، وفي الأصل و ظ: غيره.