في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

59

( وقل : الحمد لله )مقدمة لما يتحدث عنه من صنع الله :

( سيريكم آياته فتعرفونها ) . .

وصدق الله . ففي كل يوم يري عباده بعض آياته في الأنفس والآفاق . ويكشف لهم عن بعض أسرار هذا الكون الحافل بالأسرار

( وما ربك بغافل عما تعملون ) . .

وهكذا يلقي إليهم في الختام هذا الإيقاع الأخير ، في هذا التعبير الملفوف . اللطيف . المخيف . . ثم يدعهم يعملون ما يعملون ، وفي أنفسهم أثر الإيقاع العميق : ( وما ربك بغافل عما تعملون ) . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقُلِ الْحَمْدُ للّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبّكَ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قُلْ يا محمد لهؤلاء القائلين لك من مشركي قومك : مَتى هَذَا الوَعْدُ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ : الحَمْدُ لِلّهِ على نعمته علينا بتوفيقه إيانا للحقّ الذي أنتم عنه عمون ، سيريكم ربكم آيات عذابه وسخطه ، فتعرفون بها حقيقة نصحي كان لكم ، ويتبين صدق ما دعوتكم إليه من الرشاد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها قال : في أنفسكم ، وفي السماء والأرض والرزق .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، قوله : سَيُرِيكُم آياتِهِ فَتَعْرِفونَها قال : في أنفسكم والسماء والأرص والرزق .

وقوله : وَما رَبّكَ بغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ يقول تعالى ذكره : وما ربك يا محمد بغافل عما يعمل هؤلاء المشركون ، ولكن لهم أجل هم بالغوه ، فإذا بلغوه فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : فلا يحزنك تكذيبهم إياك ، فإني من وراء إهلاكهم ، وإني لهم بالمرصاد ، فأيقن لنفسك بالنصر ، ولعدوّك بالذلّ والخزي .

آخر تفسير سورة النمل

ولله الحمد والمنة ، وبه الثقة والعصمة

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

{ وقل الحمد لله } على نعمة النبوة أو على ما علمني ووفقني للعمل به . { سيريكم آياته } القاهرة في الدنيا كوقعة بدر وخروج دابة الأرض ، أو في الآخرة . { فتعرفونها } أنها آيات الله ولكن حين لا تنفعكم المعرفة . { وما ربك بغافل عما تعملون } فلا تحسبوا أن تأخير عذابكم لغفلته عن أعمالكم ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالياء .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة طس كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهودا وصالحا وإبراهيم وشعيبا ، ويخرج من قبره وهو ينادي لا اله إلا الله " .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

وقوله { سيريكم آياته } توعد بعذاب الدنيا كبدر ، والفتح ، ونحوه وبعذاب الآخرة ، وقرأ جمهور القراء «عما يعملون » ، وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم عما «تعملون » بالتاء من فوق على مخاطبتهم .

كمل تفسير سورة النمل والحمد لله رب العالمين .