فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

{ وقل الحمد لله } على نعمه التي أنعم بها عليّ من النبوة ، والعلم وغير ذلك ، ووفقني لتحمل أعبائها ، وتبليغ أحكامها إلى كافة الورى .

وقول : { سيريكم آياته } هو من جملة ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله ، أي سيريكم الله آياته الباهرة التي نطق بها القرآن في أنفسكم وفي غيركم ، قيل : هو يوم بدر وهو ما أراهم من القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وقيل : آياته في السماوات والأرض ، وقيل : آياته في الآخرة فيستيقنون بها ، وقيل : هو انشقاق القمر والدخان وما حل بهم من نقمات الله في الدنيا .

{ فتعرفونها } أي تعرفون آياته ودلائل قدرته ووحدانيته . وهذه المعرفة لا تنفع الكفار لأنهم عرفوها حين لا يقبل منهم الإيمان ، وذلك عند حضور الموت ، ثم ختم السورة بقوله :

{ وما ربكم بغافل عما تعملون } قرئ بالفوقية على الخطاب ، وبالتحتية وهو كلام من جهته سبحانه ، غير داخل تحت الكلام الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله ، وفيه ترهيب شديد ، وتهديد عظيم .