اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

قوله : { وَقُلِ الحمد للَّهِ } على ما أعطاني من نعمة العلم والحكمة والنبوة ، أو{[39625]} على ما وفقني من القيام بأداء الرسالة والإنذار ، «سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ » القاهرة ، «فَتَعْرِفُونَهَا »{[39626]} يعني يوم بدر من القتل والسبي ، وضرب الملائكة وجوههم وأديارهم ، نظيره قوله تعالى : { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }{[39627]} [ الأنبياء : 37 ] . وقال مجاهد : { سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ في السَّماواتِ والأَرْضِ وَفِي أَنْفُسِكُم } ، كما قال : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ }{[39628]} [ فصلت : 53 ] «فتعرفونها » أي تعرفون الآيات والدلالات ، { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } قرئ بالتاء والياء{[39629]} ، وهذا وعيد لهم بالجزاء على أعمالهم .

ختام السورة:

روى أُبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : «من قرأ طس النمل كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان ، وكذب به ، وهود وشعيب وصالح وإبراهيم عليهم السلام{[1]} ، ويخرج من قبره وهو ينادي : لا إله إلا الله »{[2]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[39625]:في ب: و.
[39626]:انظر الفخر الرازي 24/223.
[39627]:انظر البغوي 6/316.
[39628]:انظر البغوي 6/316.
[39629]:فقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم بالتاء، والباقون وأبو بكر عن عاصم بالياء. السبعة (340، 488)، الكشف 1/538، الإتحاف (340).