البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

{ وقل الحمد لله } : أمر أن يقول ذلك ، فيحمد ربه على ما خصه به من شرف النبوة والرسالة ، واختصه من رفيع المنزلة .

{ سيريكم آياته } : تهديد لأعدائه بما يريهم الله من آياته التي تضطرهم إلى معرفتها والإقرار أنها آيات الله .

قال الحسن : وذلك في الآخرة حتى لا تنفعهم المعرفة .

وقال الكلبي : في الدنيا ؛ وهي الدخان وانشقاق القمر وما حل بهم من نقمات الله .

وقيل : يوم بدر .

وقيل : خروج الدابة ، ولو بعد حين .

وقيل : آياته في أنفسكم وفي سائر ما خلق مثل قوله : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم } وقيل : معجزات الرسول ، وأضافها إليه لأنه هو مجريها على يدي رسوله ، ومظهرها من جهته .

{ فتعرفونها } : أي حقيقتها ، ولا يسعكم جحودها .

وقرأ الجمهور : عما يعملون ، بياء الغيبة ، التفاتاً من ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة ؛ ونافع ، وابن عامر : بتاء الخطاب لقوله : { سيريكم } .

ولما قسمهم إلى مهتد وضال ، أخبر تعالى أنه محيط بأعمالهم ، غير غافل عنها .