السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

{ وقل } أي : إنذاراً لهم وترغيباً وترجئة وترهيباً { الحمد } أي : الإحاطة بأوصاف الكمال { لله } أي : الذي له العظمة كلها على نعمة النبوّة وعلى ما علمني ووفقني للعمل به { سيريكم آياته } القاهرة في الدنيا كوقعة بدر وخروج دابة الأرض وفي الآخرة بالعذاب الأليم { فتعرفونها } أي : فتعرفون أنها آيات الله ولكن حين لا تنفعكم المعرفة . { وما ربك } أي : المحسن إليك بجميع ما أقامك فيه من هذه الأمور العظيمة والأحوال الجسيمة . { بغافل عما تعملون } أي : فلا تحسبوا أن تأخير عذابكم لغفلته عن أعمالكم ، وقرأ نافع وابن عامر وحفص : بالتاء على الخطاب لأنّ المعنى عما تعمل أنت وأتباعك من الطاعة وهم من المعصية ، والباقون بالياء على الغيبة وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري : «من أنّ من قرأ طس كان له من الأجر عشرة حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله » حديث موضوع .