فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (93)

{ وَقُلِ الحمد لِلَّهِ } على نعمه التي أنعم بها عليّ من النبوّة والعلم ، وغير ذلك ، وقوله : { سَيُرِيكُمْ ءاياته } هو من جملة ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله : أي سيريكم الله آياته في أنفسكم ، وفي غيركم { فَتَعْرِفُونَهَا } أي تعرفون آياته ، ودلائل قدرته ووحدانيته ، وهذه المعرفة لا تنفع الكفار ؛ لأنهم عرفوها حين لا يقبل منهم الإيمان ، وذلك عند حضور الموت . ثم ختم السورة بقوله : { وَمَا رَبُّكَ بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ } وهو كلام من جهته سبحانه غير داخل تحت الكلام الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله ، وفيه ترهيب شديد وتهديد عظيم . قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم { تعملون } بالفوقية على الخطاب ، وقرأ الباقون بالتحتية .

/خ93