تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا} (40)

{ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا } أي : على جنتك التي طغيت بها وغرتك { حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ } أي : عذابا ، بمطر عظيم أو غيره ، { فَتُصْبِحَ } بسبب ذلك { صَعِيدًا زَلَقًا } أي : قد اقتلعت أشجارها ، وتلفت ثمارها ، وغرق زرعها ، وزال نفعها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرٗا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدٗا زَلَقًا} (40)

هذا الترجي ب «عسى » يحتمل أن يريد به في الدنيا ، ويحتمل أن يريد به في الآخرة ، وتمني ذلك في الآخرة أشرف مقطعاً ، وأذهب مع الخير والصلاح ، وأن يكون ذلك يراد به الدنيا أذهب في نكاية المخاطب ، وأشد إيلاماً لنفسه ، و «الحسبان » العذاب كالبرد والصر ونحوه ، واحد الحسبان : حسبانة ، وهي المرامي من هذه الأنواع المذكورة ، وهي أيضاً سهام ترمى دفعة بآلة لذلك ، و «الصعيد » وجه الأرض و «الزلق » الذي لا تثبت فيه قدم ، يعني أنه تذهب أشجاره ونباته ، ويبقى أرضاً قد ذهبت منافعها ، حتى منفعة المشي فيها ، فهي وحل لا تنبت ولا تثبت فيه قدم .